من كتب الحديث الستة، جمعه الإمام أحمد بن شعيب النسائي المتوفى سنة 303 هـ، وهو أقل الكتب بعد الصحيحين حديثًا ضعيفًا. وكتاب (المجتبى) جمع بين الفقه وفن الإسناد، فقد رتّب الأحاديث على الأبواب، وجمع أسانيد الحديث الواحد في مكان واحد. وقد اهتم العماء بشرح سنن النسائي، فمن تلك الشروح: شرح السيوطي، وهو شرح موجز، وحاشية السندي.
من كتب الحديث الستة، صنفه الإمام أبو داود سليمان بن الأشعث الأزدي السجستاني المتوفى سنة 275 هـ، جمع فيه أبو داود جملة من الأحاديث، بلغت (5274) حديثـًا، انتقاها من خمسمائة ألف حديث. وقد جمع الأحاديث التي استدل بها الفقهاء، ودارت بينهم، وبنى عليها الأحكام علماء الأمصار. وممن شرح سننه: الخطابي في معالم السنن، والسيوطي، وشمس الحق عظيم آبادي.
هو كتاب في السياسة الشرعية، ألفه العلامة أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية المتوفى سنة 728هـ، ذكر فيه ذكر فيه ما يجب على الحاكم المسلم، وتكلم فيه عن ما يتعلق بالولايات، والأموال، والحدود، والحقوق.
من أجمع شروح صحيح البخاري، ألفه الحافظ أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852هـ، وقد كتبه في أكثر من 25 سنة، فجمع فيه شروح من قبله على صحيح البخاري، وقد زادت موارده فيه على (1200) كتابًا من مؤلفات السابقين له.
من أهم كتب السيرة النبوية ومصادرها الرئيسة، وهو كتاب ألفه أبو محمد عبد الملك بن هشام المتوفى سنة 218هـ، مهذبًا كتاب العلامة محمد بن إسحاق المتوفى سنة 151 هـ. وقد شرحها الإمام عبد الرحمن السهيلي في كتابه: الروض الأنف.
فصل أصل الذنوب ولما كانت الذنوب متفاوتة في درجاتها ومفاسدها تفاوتت عقوباتها في الدنيا والآخرة بحسب تفاوتها . ونحن نذكر فيها بعون الله وحسن توفيقه فصلا وجيزا جامعا ، فنقول : أصلها نوعان : ترك مأمور ، وفعل محظور ، وهما الذنبان اللذان ابتلى الله سبحانه بهما أبوي الجن والإنس . وكلاهما ينقسم باعتبار محله إلى ظاهر على الجوارح ، وباطن في القلوب . وباعتبار متعلقه إلى حق الله وحق خلقه . وإن...
فصل في بيان اشتمال الفاتحة على الشفاءين شفاء القلوب وشفاء الأبدان فأما اشتمالها على شفاء القلوب : فإنها اشتملت عليه أتم اشتمال ، فإن مدار اعتلال القلوب وأسقامها على أصلين : فساد العلم ، وفساد القصد . ويترتب عليهما داءان قاتلان ، وهما الضلال والغضب ، فالضلال نتيجة فساد العلم ، والغضب نتيجة فساد القصد ، وهذان المرضان هما ملاك أمراض القلوب جميعها ، فهداية الصراط المستقيم تتضمن الشفاء من مرض...
وغمص الناس : هو احتقارهم وازدراؤهم ، وذلك يحصل من النظر إلى النفس بعين الكمال ، وإلى غيره بعين النقص . وفي الجملة ، فينبغي للمؤمن أن يحب للمؤمنين ما يحب لنفسه ، ويكره لهم ما يكره لنفسه ، فإن رأى في أخيه المسلم نقصا في دينه ، اجتهد في إصلاحه . قال بعض الصالحين من السلف : أهل المحبة لله نظروا بنور الله ، وعطفوا على أهل معاصي الله ، مقتوا أعمالهم ، وعطفوا عليهم ليزيلوهم بالمواعظ عن فعالهم ، وأشفقوا...
شَبَطُونُ الْفَقِيهُ الْإِمَامُ مُفْتِي الْأَنْدَلُسِ ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ زِيَادُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، بْنِ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ نَاشِرَةَ ، اللُّخَمِيُّ الْأَنْدَلُسِيُّ . صَاحِبُ مَالِكٍ . سَمِعَ مِنْ : مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ الْقَاضِي ، وَتَزَوَّجَ بِابْنَتِهِ ، وَمِنْ مُوسَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ ، وَيَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ ، وَاللَّيْثِ ، وَمَالِكٍ ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ ، وَأَبِي مَعْشَرٍ السِّنْدِيِّ وَعِدَّةٍ . وَبِهِ تَفَقَّهَ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى اللَّيْثِيُّ أَوَّلًا . وَكَانَ إِمَامًا ، عَالِمًا ، وَرِعًا ، نَاسِكًا ، مَهِيبًا ، كَبِيرَ الشَّأْنِ ، أَرَادَهُ هِشَامٌ صَاحِبُ الْأَنْدَلُسِ عَلَى الْقَضَاءِ ، فَأَبَى ، وَتَعَنَّتَ ، وَكَانَ هِشَامٌ يُكْرِمُهُ ، وَيَخْلُو بِهِ ، وَيَسْأَلُهُ . قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حَبِيبٍ ... المزيد
ابْنُ الْمُسْلِمَةِ هُوَ الْإِمَامُ الْعَابِدُ ، الصَّدُوقُ ، أَبُو الْفَرَجِ ; أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْمُعَدَّلُ . سَمِعَ أَبَا بَكْرٍ النَّجَّادَ ، وَأَحْمَدَ بْنَ كَامِلٍ الْقَاضِيَ ، وَابْنَ عَلَمٍ وَدَعْلَجًا . قَالَ الْخَطِيبُ كَانَ ثِقَةً يُمْلِي فِي السَّنَةِ مَجْلِسًا وَاحِدًا ، وَكَانَ مَوْصُوفًا بِالْعَقْلِ وَالْفَضْلِ وَالْبِرِّ ، وَدَارُهُ مَأْلَفٌ لِأَهْلِ الْعِلْمِ ، وَكَانَ صَوَّامًا ، كَثِيرَ التِّلَاوَةِ . مَاتَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ ، سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ عَنْ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً . قُلْتُ : حَدَّثَ عَنْهُ الْخَطِيبُ ، وَطِرَادُ الزَّيْنَبِيُّ ، وَغَيْرُهُمَا . وَتَفَقَّهَ عَلَى شَيْخِ الْحَنَفِيَّةِ أَبِي بَكْرٍ الرَّازِيِّ . وَسَرَدَ الصَّوْمَ وَكَانَ يَتَهَجَّدُ بِسُبُعِ الْقُرْآنِ . قَالَ رَئِيسُ الرُّؤَسَاءِ : كَانَ ... المزيد
الْفِرْيَابِيُّ ( ع ) مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ وَاقِدِ بْنِ عُثْمَانَ الْفِرْيَابِيُّ ، الْإِمَامُ الْحَافِظُ ، شَيْخُ الْإِسْلَامِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الضَّبِّيُّ ، مَوْلَاهُمْ ، نُزِيلُ قَيْسَارِيَةَ السَّاحِلِ مِنْ أَرْضِ فِلَسْطِينَ . وُلِدَ سَنَةَ بِضْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ . وَسَمِعَ مِنْ : يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ ، وَفِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ ، وَمَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ ، وَعُمَرَ بْنِ ذَرٍّ ، وَالْأَوْزَاعِيِّ ، وَالثَّوْرِيِّ فَأَكْثَرَ عَنْهُ ، وَإِسْرَائِيلَ ، وَجَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ ، وَعِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَجَلِيِّ ، وَصُبَيْحِ بْنِ مُحْرِزٍ الْمِقْرَائِيِّ وَأَبَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ ، وَعَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ بَهْرَامَ ، وَفُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ ، وَوَرْقَاءَ ، وَنَافِعِ بْنِ عُمَرَ ، وَخَلْق ... المزيد
أَحْمَدُ بْنُ مُلَاعِبٍ الْإِمَامُ ، الْمُحَدِّثُ ، الْحَافِظُ أَبُو الْفَضْلِ الْبَغْدَادِيُّ الْمَخْرَمِيُّ . سَمِعَ : عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بَكْرٍ السَّهْمِيَّ ، وَأَبَا نُعَيْمٍ ، وَعَبْدَ الصَّمَدِ بْنَ النُّعْمَانِ ، وَعَفَّانَ ، وَمُسْلِمَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ ، وَطَبَقَتَهُمْ . وَعَنْهُ : يَحْيَى بْنُ صَاعِدٍ ، وَإِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ ، وَأَبُو بَكْرٍ النَّجَّادُ ، وَعُثْمَانُ ، بْنُ السَّمَّاكِ ، وَأَبُو جَعْفَرٍ ابْنُ الْبَخْتَرِيِّ ، وَخَلْقٌ . قَالَ ابْنُ عُقْدَةَ : سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مُلَاعِبٍ يَقُولُ : مَا أُحَدِّثُ إِلَّا بِمَا أَحْفَظُهُ ، كَحِفْظِي الْقُرْآنَ . قَالَ : وَرَأَيْتُهُ يَفْصِلُ بَيْنَ الْفَاءِ وَالْوَاوِ . قَالَ ابْنُ خِرَاشٍ وَغَيْرُهُ : ثِقَةٌ . قُلْتُ : تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ وَقَعَ لِيَ جُزْءٌ ... المزيد
أَبُو سَلَمَةَ ( ت ، ق ) ابْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومِ بْنِ يَقَظَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبٍ . السَّيِّدُ الْكَبِيرُ أَخُو رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنَ الرَّضَاعَةِ ، وَابْنُ عَمَّتِهِ بَرَّةَ بِنْتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَأَحَدُ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ ، هَاجَرَ إِلَى الْحَبَشَةِ ، ثُمَّ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، وَشَهِدَ بَدْرًا ، وَمَاتَ بَعْدَهَا بِأَشْهُرٍ ، وَلَهُ أَوْلَادٌ صَحَابَةٌ : كَعُمَرَ وَزَيْنَبَ وَغَيْرِهِمَا ، وَلَمَّا انْقَضَتْ عِدَّةُ زَوْجَتِهِ أُمِّ سَلَمَةَ تَزَوَّجَ بِهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، وَرَوَتْ عَنْ زَوْجِهَا أَبِي سَلَمَةَ الْقَوْلَ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ ، وَكَانَتْ تَقُولُ : مَنْ خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ ، وَمَا ظَنَّتْ أَنَّ اللَّهَ يَخْلُف ... المزيد
ابْنُ رَاجِحٍ الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْعَلَّامَةُ الْبَارِعُ الْحَافِظُ نَجْمُ الدِّينِ أَقَضَى الْقُضَاةِ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الْإِمَامِ شِهَابِ الدِّينِ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفِ بْنِ رَاجِحِ بْنِ بِلَالٍ الْمَقْدِسِيُّ ثُمَّ الصَّالِحِيُّ الْحَنْبَلِيُّ ثُمَّ الشَّافِعِيُّ . وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعَيْنِ . وَسَمِعَ مِنْ يَحْيَى الثَّقَفِيِّ وَابْنِ صَدَقَةَ الْجَنْزَوِيِّ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْخِرَقِيِّ ، وَبِبَغْدَادَ مِنِ ابْنِ الْجَوْزِيِّ ، وَلَازَمَ بِهَمَذَانَ الرُّكْنَ الطَّاوُوسِيَّ ، حَتَّى صَارَ مُعِيدَهُ ، ثُمَّ سَارَ إِلَى بُخَارَى ، وَاشْتَغَلَ وَبَرَعَ وَبَعُدَ صِيتُهُ وَأَحْكَمَ مَذْهَبَ الشَّافِعِيِّ . وَمِنْ مَحْفُوظَاتِهِ كِتَابُ " الْجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيحَيْنِ " . اشْتَغَلَ وَتَخَرَّجَ بِهِ الْعُلَمَاءُ ، وَكَانَ ذَا تَهَجُّدٍ وَتَأْلّ ... المزيد