أول كتاب حديث وصل إلينا كاملاً ومرتبًا على أبواب العلم، ومرتبته في الصحة بعد صحيحي البخاري ومسلم، جمعه الإمام أبو عبد الله مالك بن أنس الأصبحي، إمام دار الهجرة، وهو صاحب المذهب الفقهي المشهور، المتوفى سنة 179هـ.
من أشهر شروح صحيح الإمام مسلم، واسمه: المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، للإمام يحيى بن شرف النووي المتوفى سنة 676هـ، وهو شرح متوسط، جمع فيه مؤلفه بين أحكام الفقه ومعاني الحديث النبوي.
أحد كتب الفقه الحنفي مع ذكر المذاهب الأخرى، ألفه الإمام علاء الدين الكاساني المتوفى سنة 587هـ، وهو شرح على كتاب شيخه ووالد زوجته علاء الدين السمرقندي الحنفي المتوفى سنة 539 هـ المسمى (تحفة الفقهاء)، الذي هو شرح على مختصر القدوري المتوفى سنة 428 هـ، وهو كتاب سهل العبارة.
أحد كتب الفقه الحنبلي، ألفه الفقيه ابن مفلح الحفيد إبراهيم بن محمد المتوفى سنة 884 هـ)، وهو كتاب متوسط، شرح فيه مؤلفه كتاب المقنع للعلامة ابن قدامة المتوفى سنة 620 هجرية، وأتى بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة عليها.
من كتب الحديث الستة، جمعه الإمام أحمد بن شعيب النسائي المتوفى سنة 303 هـ، وهو أقل الكتب بعد الصحيحين حديثًا ضعيفًا. وكتاب (المجتبى) جمع بين الفقه وفن الإسناد، فقد رتّب الأحاديث على الأبواب، وجمع أسانيد الحديث الواحد في مكان واحد. وقد اهتم العماء بشرح سنن النسائي، فمن تلك الشروح: شرح السيوطي، وهو شرح موجز، وحاشية السندي.
[ المسألة الثالثة ] [ الصلاة داخل الكعبة ] وقد اختلفوا في ذلك ، فمنهم من منعه على الإطلاق ، ومنهم من أجازه على الإطلاق ، ومنهم من فرق بين النفل في ذلك والفرض . وسبب اختلافهم : تعارض الآثار في ذلك ، والاحتمال المتطرق لمن استقبل أحد حيطانها من داخل هل يسمى مستقبلا للبيت كما يسمى من استقبله من خارج أم لا ؟ أما الأثر ، فإنه ورد في ذلك حديثان متعارضان كلاهما ثابت : أحدهما حديث ابن عباس قال : " لما...
هذا الحديث خرجه الترمذي من رواية حنش الصنعاني ، عن ابن عباس وخرجه الإمام أحمد من حديث حنش الصنعاني مع إسنادين آخرين منقطعين ولم يميز لفظ بعضها من بعض ، ولفظ حديثه : يا غلام أو يا غليم ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن ؟ " فقلت : بلى ، فقال : " احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده أمامك ، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ، وإذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، قد جف القلم...
فصل والأدب ثلاثة أنواع : أدب مع الله سبحانه . وأدب مع رسوله صلى الله عليه وسلم وشرعه . وأدب مع خلقه . فالأدب مع الله ثلاثة أنواع : أحدها : صيانة معاملته أن يشوبها بنقيصة . الثاني : صيانة قلبه أن يلتفت إلى غيره . الثالث : صيانة إرادته أن تتعلق بما يمقتك عليه . قال أبو علي الدقاق : العبد يصل بطاعة الله إلى الجنة ، ويصل بأدبه في طاعته إلى الله . وقال : رأيت من أراد أن يمد يده في الصلاة إلى أنفه...
الشَّيْخُ رَسْلَانُ هُوَ الشَّيْخُ الزَّاهِدُ الْعَابِدُ ، بَقِيَّةُ الْمَشَايِخِ رَسْلَانُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَعْبَرِيُّ ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ ، النَّشَّارُ ، مِنْ أَوْلَادِ الْأَجْنَادِ الَّذِينَ بِقَلْعَةِ جَعْبَرَ . صَحِبَ الشَّيْخَ أَبَا عَامِرٍ الْمُؤَدِّبَ الَّذِي هُوَ مَدْفُونٌ مَعَ الشَّيْخِ رَسْلَانَ فِي قُبَّتِهِ بِظَاهِرِ بَابِ تُومَا -وَدُفِنَ عِنْدَهُمَا ثَالِثٌ وَهُوَ أَبُو الْمَجْدِ خَادِمُ رَسْلَانَ - وَكَانَ أَبُو عَامِرٍ قَدْ صَحِبَ الشَّيْخَ يَاسِينَ تِلْمِيذَ الشَّيْخِ مَسْلَمَةَ . وَقِيلَ : إِنَّ مَسْلَمَةَ الزَّاهِدَ صَحِبَ الشَّيْخَ عَقِيلًا وَهُوَ صَحِبَ الشَّيْخَ عَلِيَّ بْنَ عُلَيْمٍ صَاحِبَ أَبِي سَعِيدٍ الْخَرَّازِ . كَانَ نَشَّارًا فِي الْخَشَبِ ، فَقِيلَ : بَقِيَ سِنِينَ يَأْخُذُ أُجْرَتَهُ ، وَيَدْفَعُهَا لِشَيْخِهِ ... المزيد
النَّفِيسُ الْقُطْرُسِيُّ الشَّاعِرُ صَاحِبُ " الدِّيوَانِ " أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْغَنِيِّ بْنِ أَحْمَدَ اللَّخْمِيُّ الْمِصْرِيُّ الْمَالِكِيُّ . مِنْ فُحُولِ الشُّعَرَاءِ ، وَلَهُ فِقْهٌ ، وَيَدٌ فِي عُلُومِ الْفَلَاسِفَةِ ، وَهُوَ الْقَائِلُ : يَا رَاحِلًا وَجَمِيلُ الصَّبْرِ يَتْبَعُهُ هَلْ مِنْ سَبِيلٍ إِلَى لُقْيَاكَ يَتَّفِقُ مَا أَنْصَفَتْكَ جُفُونِي وَهِيَ دَامِيَةٌ وَلَا وَفَى لَكَ قَلْبِي وَهْوَ يَحْتَرِقُ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّمِائَةٍ بَقُوصَ . ... المزيد
يُوسُفَ ( م ، د ، س ، ق ) ابْنُ خَالِدِ بْنِ سَالِمٍ ، الْإِمَامُ الْحَافِظُ الصَّادِقُ ، أَبُو الْحَسَنِ ، السُّلَمِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ ، وَيُلَقَّبُ بِحَمْدَانَ ، وَهُوَ جَدُّ الزَّاهِدِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ نُجَيْدٍ ، صَاحِبِ ذَاكَ الْجُزْءِ الْمَشْهُورِ . وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ . قَالَ حَفِيدُهُ ابْنُ نُجَيْدٍ : كَانَ جَدِّي أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ أَزْدِيًّا سُلَمِيَّ الْأُمِّ ، فَغَلَبَ عَلَيْهِ السُّلَمِيُّ . قُلْتُ : كَانَ مُحَدِّثَ خُرَاسَانَ فِي زَمَانِهِ . سَمِعَ الْجَارُودَ بْنَ يَزِيدَ ، وَحَفْصَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَحَفْصَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، وَهَاشِمَ بْنَ الْقَاسِمِ قَيْصَرَ ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيَّ ، وَمُوسَى بْنَ دَاوُدَ ، وَعَبْدَ الرَّزَّاقِ ، وَطَبَقَتَهُمْ . حَدَّثَ عَنْهُ : مُسْلِمٌ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَالنَّس ... المزيد
الشِّيرُوِيُّ الشَّيْخُ الصَّالِحُ ، الْعَابِدُ الْمُعَمَّرُ ، مُسْنِدُ الْعَصْرِ أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ شِيرُوَيْهِ بْنِ عَلِيٍّ الشِّيرُوِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ التَّاجِرُ . وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ فِي ذِي الْحِجَّةِ . وَسَمِعَ وَهُوَ ابْنُ سِتَّةِ أَعْوَامٍ مِنَ الْقَاضِي أَبِي بَكْرٍ الْحِيْرِيِّ ، وَأَبِي سَعِيدٍ الصَّيْرَفِيِّ ، وَهُوَ خَاتِمَةُ أَصْحَابِهِمَا ، وَعَبْدِ الْقَاهِرِ بْنِ طَاهِرٍ الْأُصُولِيِّ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمُزَكِّي ، وَالْقُدْوَةِ فَضْلِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْخَيْرِ الْمِيهَنِيِّ وَجَمَاعَةٍ . حَدَّثَ عَنْهُ : أَبُو بَكْرٍ السَّمْعَانِيُّ ، وَوَلَدُهُ الْحَافِظُ أَبُو سَعْدٍ حُضُورًا ، وَأَبُو الْفُتُوحِ الطَّائِيُّ ، وَعَبْدُ الرَّحِيمِ الْحَاجِيُّ ... المزيد
الْبَكْرِيُّ الْوَاعِظُ ، الْعَالِمُ أَبُو بَكْرٍ ، عَتِيقٌ الْبَكْرِيُّ ، الْمَغْرِبِيُّ الْأَشْعَرِيُّ . وَفَدَ عَلَى النَّظَّامِ الْوَزِيرِ ، فَنَفَقَ عَلَيْهِ ، وَكَتَبَ لَهُ تَوْقِيعًا بِأَنْ يَعِظَ بِجَوَامِعِ بَغْدَادَ ، فَقَدِمَ وَجَلَسَ ، وَاحْتَفَلَ الْخَلْقُ ، فَذَكَرَ الْحَنَابِلَةَ ، وَحَطَّ وَبَالَغَ ، وَنَبَزَهُمْ بِالتَّجْسِيمِ ، فَهَاجَتِ الْفِتْنَةُ ، وَغَلَتْ بِهَا الْمَرَاجِلُ ، وَكَفَّرَ هَؤُلَاءِ هَؤُلَاءِ ، وَلَمَّا عَزَمَ عَلَى الْجُلُوسِ بِجَامِعِ الْمَنْصُورِ ; قَالَ نَقِيبُ النُّقَبَاءِ : قِفُوا حَتَّى أَنْقُلَ أَهْلِيَ ، فَلَا بُدَّ مِنْ قَتْلٍ وَنَهْبٍ . ثُمَّ أُغْلِقَتْ أَبْوَابُ الْجَامِعِ ، وَصَعِدَ الْبَكْرِيُّ ، وَحَوْلَهُ التَّرْكُ بِالْقِسِيِّ ، وَلُقِّبَ بِعَلَمِ السُّنَّةِ ، فَتَعَرَّضَ لِأَصْحَابِهِ طَائِفَةٌ مِنَ الْحَنَابِلَةِ ، فَشَدَّتِ الدَّوْ ... المزيد
ابْنُ قُطْرَالٍ الْقَاضِي الْعَلَّامَةُ الْقُدْوَةُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ يُوسُفَ الْأَنْصَارِيُّ الْقُرْطُبِيُّ الْمَالِكِيُّ . وُلِدَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ وَخَمْسِمِائَةٍ . سَمِعَ أَبَا الْقَاسِمِ بْنَ الشَّرَّاطِ ، وَأَبَا الْعَبَّاسِ بْنَ مَضَاءٍ ، وَأَخَذَ عَنْهُ أُصُولَ الْفِقْهِ ، وَأَبَا خَالِدِ بْنَ رِفَاعَةَ ، وَأَبَا الْحَسَنِ بْنَ كَوْثَرٍ ، وَابْنَ الْفَخَّارِ ، وَعَبْدَ الْحَقِّ بْنَ بُونُهْ ، لَقِيَهُ بِالْمَنْكِبِ . وَأَخَذَ قِرَاءَةَ نَافِعٍ ، وَالنَّحْوَ عَنْ أَبِي جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى . وَسَمِعَ بِسَبْتَةَ مِنْ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ . وَأَجَازَ لَهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ الْجَدِّ وَالْكِبَارُ . وَوَلِيَ قَضَاءَ أُبَّذَةَ ، فَأَسَرَهُ الْعَدُوُّ لَمَّا أَخَذُوهَا فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسِتِّم ... المزيد