الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      عبيدة بن حميد ( خ ، 4 )

                                                                                      بن صهيب العلامة الإمام الحافظ أبو عبد الرحمن الكوفي الحذاء ، يقال : ولاؤه لبني تيم ، وقيل : لبني ليث ، وقيل : لضبة . ولم يكن حذاء .

                                                                                      حدث عن : الأسود بن قيس ، ويزيد بن أبي زياد ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، والركين بن الربيع ، والأعمش ، ومنصور ، ويوسف بن صهيب ، وموسى بن أبي عائشة ، وعبد العزيز بن رفيع ، وعبد الملك بن عمير ، ومطرف بن طريف ، وأبي مالك الأشجعي ، وحميد الطويل ، وعطاء بن السائب ، وقابوس بن أبي ظبيان ، وخلق سواهم . [ ص: 509 ]

                                                                                      وعنه : سفيان الثوري وهو أكبر منه ، وأحمد بن حنبل ، وفروة بن أبي ، المغراء ، وقتيبة بن سعيد ، وأبو بكر بن أبى شيبة ، وأخوه عثمان ، وعلي بن حجر ، وعمرو الناقد ، وهناد بن السري ، ووهب بن بيان ، وابن نمير ، وإبراهيم بن مجشر ، والحسن بن محمد الزعفراني ، وخلق كثير .

                                                                                      قال عبد الله بن أحمد بن حنبل ، سئل أبي عنه ، فقال : هو أحب إلي من زياد البكائي ، وأصلح حديثا .

                                                                                      وروى الفضل بن زياد ، عن أحمد بن حنبل قال : ما أحسن حديثه ، هو أحب إلي من زياد بن عبد الله .

                                                                                      وقال أبو بكر الأثرم : أحسن أبو عبد الله الثناء على عبيدة بن حميد جدا ، ورفع أمره ، وقال : ما أدري ما للناس وله ؟ ، ثم ذكر صحة حديثه ، فقال : كان قليل السقط ، وأما التصحيف ، فليس تجده عنده . قال أبو عبد الله : أول ما كتبت عنه في مسجد عفان ، ثم كتبت عنه سنة ثمانين ، وسنة إحدى وثمانين في مدينة الوضاح . وقال أحمد بن سعيد ، عن يحيى بن معين : ثقة . وروى عثمان بن سعيد ، عن يحيى قال : ما به المسكين من بأس ليس له بخت .

                                                                                      وقال جعفر بن أبي عثمان الطيالسي ، عن يحيى بن معين : لم يكن به بأس . كان ينزل في درب المفضل ، ثم انتقل إلى قصر وضاح ، فعابوه أنه يقعد عند أصحاب الكتب .

                                                                                      وقال علي ابن المديني : أحاديثه صحاح ، وما رويت عنه شيئا ، [ ص: 510 ] وضعفه . وقال مرة : ما رأيت أصح حديثا من عبيدة الحذاء ، ولا أصح رجالا . وقال يعقوب بن شيبة : لم يكن من الحفاظ المتقنين . ذكره سعدويه يوما فقال : كان صاحب كتاب ، وكان مؤدبا للأمين ، وكان حذاء . وقال ابن عمار : ثقة .

                                                                                      وقال زكريا الساجي : ليس بالقوي ، هو من أهل الصدق . كان أحمد بن حنبل يقول : هو قليل السقط ، وأما التصحيف ، فليس تجده عنده ، ورفع أمره جدا . وقال النسائي وغيره : ليس به بأس .

                                                                                      وعن ابن نمير قال : قرأت عليه القرآن منذ خمسين سنة ، وكتبت عنه صحيفة عن عمار الدهني . وكان شريك يستعين به في المسائل . وقال ابن سعد : ثقة ، صالح الحديث ، صاحب نحو وعربية وقراءة . قدم من الكوفة أيام هارون أمير المؤمنين ، فصيره مع ابنه محمد ، فلم يزل معه حتى مات . قال هارون بن حاتم : سألت عبيدة بن حميد : متى ولدت ؟ قال : سنة سبع ومائة قال : ومات سنة تسعين ومائة وقال مطين : مات سنة تسعين .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية