الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      عبد الله بن الحارث ( ع )

                                                                                      ابن نوفل ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف . السيد ، الأمير ، أبو محمد القرشي الهاشمي المدني ولقبه " ببة " .

                                                                                      لأبيه ولجده صحبة . وكان نوفل من أسن الصحابة ، من أسنان حمزة والعباس عميه .

                                                                                      عداده في مسلمة الفتح ، ولم يرو شيئا . [ ص: 530 ]

                                                                                      وأما الحارث ، فله حديث في مسند بقي بن مخلد . وقد ولي إمرة مكة لعمر ، توفي في زمن عثمان وكان قد أتى بولده ببة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحنكه .

                                                                                      حدث ببة عن : عمر ، وعثمان ، وعلي ، وأبي ، والعباس ، وصفوان بن أمية ، وحكيم بن حزام ، وأم هانئ بنت أبي طالب ، وكعب الحبر ، وطائفة .

                                                                                      وعنه : ولده إسحاق ، وعبد الله ، والزهري ، وأبو التياح يزيد بن حميد ، ويزيد بن أبي زياد ، وعبد الملك بن عمير ، وأبو إسحاق السبيعي ، وعمر بن عبد العزيز ، وآخرون . روى عدة أحاديث .

                                                                                      قال محمد بن سعد : ثقة تابعي ، أتت به أمه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ دخل عليها ، فتفل في فيه ، ودعا له .

                                                                                      وقال الزبير بن بكار : أمه هي هند أخت معاوية .

                                                                                      قلت : وهي أخت أم المؤمنين أم حبيبة .

                                                                                      قال : وكانت تنقزه وتقول :

                                                                                      يا ببة يا ببه لأنكحن ببه     جارية خدبه
                                                                                      تسود أهل الكعبه



                                                                                      اصطلح كبراء أهل البصرة على تأميره عليهم عند هروب عبيد الله بن زياد إلى الشام لما هلك يزيد . ثم كتبوا بالبيعة إلى ابن الزبير ، فولاه [ ص: 531 ] عليهم ، ثم عزله . ولما كانت فتنة ابن الأشعث هرب عبد الله إلى الشام خوفا من الحجاج .

                                                                                      وقيل : مات بعمان سنة أربع وثمانين .

                                                                                      وقال أبو عبيد : مات سنة ثلاث وثمانين .

                                                                                      قلت : عاش بضعا وسبعين سنة ، وقارب الثمانين .

                                                                                      وكان من سادة بني هاشم يصلح للخلافة لعلمه وسؤدده .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية