الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      خمارويه

                                                                                      ابن أحمد بن طولون التركي : صاحب مصر والشام . [ ص: 447 ] ولي بعد أبيه وله عشرون سنة ، فكانت دولته ثنتي عشرة سنة . وكان بطلا شجاعا جوادا مبذرا مسرفا على نفسه .

                                                                                      روى علي بن محمد الماذرائي ، عن عم أبيه قال : تنزه خمارويه بعذراء فغناه المغني ، فطرب ، فأمر له بمائة ألف دينار ، فكلمه خازنه في ذلك ، فقال : كيف أرجع عما قلت ؟ لكن عجل له مائة ألف درهم ، وفرق ما تبقى ، وابسطه له .

                                                                                      وروى الماذرائي ، عن أبيه ، قال : كنا مع أبي الجيش خمارويه على نهر ثورا ، فأتاه أعرابي فأخذ بلجامه ، وقال : اسمع لي . قال : قل . قال :

                                                                                      إن السنان وحد السيف لو نطقا لحدثا عنك بين الناس بالعجب أتلفت     مالك تعطيه وتنهبه
                                                                                      يا آفة الفضة البيضاء والذهب

                                                                                      [ ص: 448 ] فأعطاه خمس مائة دينار ، فقال : أيها الملك ! زدني . فقال للغلمان : اطرحوا له سيوفكم ومناطقكم . وقد ملك من النوبة إلى الفرات . ولما استخلف المعتضد ، سارع خمارويه بالتحف إليه ، فتزوج المعتضد بابنته . قيل : أراد أن يفقره بجهازها .

                                                                                      يقال : قتله مماليكه للفاحشة في ذي الحجة ، سنة اثنتين وثمانين ومائتين بدير مران ، ثم ضربت رقابهم .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية