الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      الحسن بن عرفة

                                                                                      ابن يزيد الإمام المحدث الثقة ، مسند وقته ، أبو علي العبدي البغدادي المؤدب . [ ص: 548 ] ولد سنة خمسين ومائة .

                                                                                      وسمع من : هشيم بن بشير ، وإسماعيل بن عياش ، وإبراهيم بن أبي يحيى ، وخلف بن خليفة ، والمبارك بن سعيد أخي سفيان الثوري ، وعبد الله بن المبارك ، وزياد البكائي ، وعباد بن عباد المهلبي ، وعبد السلام بن حرب ، وجرير بن عبد الحميد ، وأبي بكر بن عياش ، وعيسى بن يونس ، والحكم بن ظهير ، ومرحوم بن عبد العزيز العطار ، وقران بن تمام ، وعمار بن محمد الثوري ، وعلي بن ثابت الجزري وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي ، ومعتمر بن سليمان التيمي ، وحفص بن غياث ، وإسماعيل ابن علية ، وعبد الله بن إدريس ، وعمر بن عبد الرحمن الأبار ، وعبد الرحمن بن محمد المحاربي ، وعباد بن العوام ، وأبي معاوية ، ومروان بن شجاع ، وبشر بن المفضل ، وطبقتهم ، وكان من علماء الحديث .

                                                                                      حدث عنه : الترمذي ، وابن ماجه ، وابن أبي الدنيا ، وزكريا خياط السنة ، وعبد الله بن أحمد ، وأبو يعلى ، وقاسم المطرز ، وابن صاعد ، والمحاملي ، وابن مخلد ، وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي ، وعبد الرحمن بن أبي حاتم ، وإسماعيل الوراق ، ومحمد بن جعفر المطيري ، والحسين بن عياش القطان ، ومحمد بن أحمد الأثرم وعلي بن الفضل الستوري ، والحسن بن أحمد بن الربيع الأنماطي ، ومؤنس بن وصيف ، وحبشون بن موسى الخلال ، وإبراهيم بن محمد بن أبي ثابت ، ومحمد بن هميان [ ص: 549 ] الوكيل ، وإسماعيل بن محمد الصفار ، وخلق كثير .

                                                                                      قال عبد الله بن أحمد : قال لي ابن معين : كتبت عن ذاك المعلم الذي في المربعة ؟ قلت : نعم . أهو الحسن بن عرفة ؟ قال : نعم . يروي عن مبارك بن سعيد ، وهو ثقة . قال عبد الله : وكان يختلف إلى أبي .

                                                                                      وروى عبد الله بن الدورقي ، عن ابن معين قال : ليس به بأس ، اذهب إليه .

                                                                                      وقال ابن أبي حاتم : صدوق ، سمعت منه مع أبي بسامراء ، وسئل عنه أبي ، فقال : صدوق .

                                                                                      وقال النسائي : لا بأس به ، وقد روى النسائي عن رجل عنه .

                                                                                      وقال محمد بن المسيب الأرغياني سمعت الحسن بن عرفة يقول : كتب عني خمسة قرون .

                                                                                      قلت يعني : خمس طبقات : فالطبقة الأولى ابن أبي حاتم ، والثانية ابن أبي الدنيا ، الثالثة طبقة ابن خزيمة ، الرابعة طبقة المحاملي ، الخامسة الصفار .

                                                                                      قال ابن أبي حاتم : عاش الحسن بن عرفة مائة وعشر سنين ، وكان له عشر أولاد ، سماهم بأسامي العشرة رضي الله عنهم . [ ص: 550 ]

                                                                                      أخبرنا المسلم بن علان ، ومؤمل بن محمد إجازة قالا : أخبرنا أبو اليمن الكندي ، أخبرنا أبو منصور الشيباني ، أخبرنا أحمد بن علي الحافظ ، قال : أجاز لي محمد بن مكي المصري ، وحدثني عنه نصر بن إبراهيم الفقيه ، أخبرنا أحمد بن عبد الله بن زريق ، أخبرنا الحسن بن رشيق ، حدثنا أحمد بن محمد بن حكيم الصدفي ، سمعت الحسن بن عرفة ، وسئل كم تعد من السنين ؟ قال : مائة سنة وعشر سنين ، لم يبلغ أحد من أهل العلم هذا السن غيري .

                                                                                      قلت : قد بلغ - أيضا - هذا السن حسان بن ثابت ، وحكيم بن حزام ، وغيرهما من الصحابة ، وسويد بن غفلة ، وجماعة من التابعين ، وممن شاركه في السن أبو العباس الحجار .

                                                                                      قال الحسن بن محمد الخلال الحافظ : ولد في سنة خمسين ومائة الشافعي ، وبشر الحافي ، وخلف البزار ، والحسن بن عرفة .

                                                                                      قال أبو الفتح الأزدي : حدثني موسى بن محمد الأزدي ، سمعت الحسن بن عرفة يقول : حدثني وكيع بأحاديث ، فلما أصبحت ، سألته عنها ، فقال : ألم أحدثك بها أمس ؟ قلت : بلى . ولكني شككت ، قال : لا تشك ; فإن الشك من الشيطان .

                                                                                      قلت : انتهى علو الإسناد اليوم - وهو عام خمسة وثلاثين - إلى حديث لحسن بن عرفة ، كما أنه كان سنة نيف وستين وستمائة أعلى شيء [ ص: 551 ] يكون ، وكان - رحمه الله - صاحب سنة واتباع .

                                                                                      قال البغوي : مات بسامراء في سنة سبع وخمسين ومائتين . وقيل : مات لأربع بقين من ذي الحجة منها . ويقال : سنة ثمان وهو وهم .

                                                                                      أنبأنا المسلم بن محمد ، ومؤمل بن محمد قالا : أخبرنا زيد بن الحسن ، أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، أخبرنا أبو بكر الخطيب ، حدثنا أبو بكر البرقاني ، أخبرنا عبد الرحمن بن عمر المعدل بمصر ، أخبرنا حمزة بن محمد الكناني ، أخبرنا أبو عبد الرحمن النسائي ، أخبرني زكريا بن يحيى ، حدثنا الحسن بن عرفة ، حدثنا المبارك بن سعيد ، عن موسى الجهني ، عن مصعب بن سعد ، عن سعد قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ما يمنع أحدكم أن يسبح دبر كل صلاة عشرا ، ويكبر عشرا ، ويحمد عشرا ، فذلك في خمس صلوات خمسون ومائة باللسان ، وألف وخمسمائة في الميزان ، وإذا أوى إلى فراشه ، سبح ثلاثا وثلاثين ، وحمد ثلاثا وثلاثين ، وكبر أربعا وثلاثين ، فذلك مائة باللسان ، وألف في الميزان ، فأيكم يعمل في يوم وليلة ألفين وخمسمائة سيئة ؟! .

                                                                                      وأنبأنيه بعلو أربع درج ، أحمد بن سلامة وغيره ، عن ابن كليب ، أخبرنا علي بن بيان ، حدثنا ابن مخلد ، أخبرنا إسماعيل الصفار ، حدثنا الحسن بن عرفة نحوه .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية