الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      الحسن بن الصباح بن محمد ( خ ، د ، ت )

                                                                                      الإمام الحافظ الحجة ، شيخ الإسلام أبو علي الواسطي ، ثم البغدادي البزار ، ويعرف أيضا بابن البزار .

                                                                                      حدث عن : سفيان بن عيينة ، وأبي معاوية ، وإسحاق الأزرق ، ومبشر بن إسماعيل ، ومعن [ بن ] عيسى ، وشعيب بن حرب ، ووكيع ، وشبابة بن سوار ، وحجاج بن محمد ، وعدة . [ ص: 193 ]

                                                                                      حدث عنه : البخاري ، وأبو داود ، والترمذي ، وأبو بكر بن أبي عاصم ، وجعفر الفريابي ، وأبو يعلى الموصلي ، والحسن بن سفيان ، ومحمد بن عمر بن بجير ، ويحيى بن صاعد ، والقاضي أبو عبد الله المحاملي ، وخلق كثير .

                                                                                      قال أبو حاتم : صدوق ، كانت له جلالة عجيبة ببغداد . كان أحمد بن حنبل يرفع من قدره ويجله .

                                                                                      وقال عبد الله بن أحمد ، عن أبيه : ما يأتي على ابن البزار يوم إلا وهو يعمل فيه خيرا ، ولقد كنا نختلف إلى فلان ، فكنا نقعد نتذاكر إلى خروج الشيخ ، وابن البزار قائم يصلي .

                                                                                      قال أبو العباس السراج : سمعت الحسن بن الصباح يقول : أدخلت على المأمون ثلاث مرات : رفع إليه أول مرة أنه يأمر بالمعروف -قال : وكان نهى أن يأمر أحد بمعروف فأخذت ، فأدخلت عليه ، فقال لي : أنت الحسن البزار ؟ قلت : نعم يا أمير المؤمنين ، قال : وتأمر بالمعروف ؟ .

                                                                                      قلت : لا ولكني أنهى عن المنكر ، قال : فرفعني على ظهر رجل ، وضربني خمس درر ، وخلى سبيلي . وأدخلت المرة الثانية عليه ، رفع إليه أني أشتم عليا -رضي الله عنه- ، فأدخلت ، فقال : تشتم عليا ؟ فقلت : صلى الله على مولاي وسيدي علي ، يا أمير المؤمنين ، أنا لا أشتم يزيد لأنه ابن عمك ، فكيف أشتم مولاي وسيدي ؟! قال : خلوا سبيله . وذهبت مرة إلى أرض الروم إلى البذندون في المحنة ، فدفعت إلى [ ص: 194 ] أشناس . قال : فلما مات خلي سبيلي .

                                                                                      قال أحمد بن حنبل : ثقة صاحب سنة .

                                                                                      وقال النسائي : ليس بالقوي . وقال أيضا : صالح .

                                                                                      وقال السراج : كان من خيار الناس ببغداد .

                                                                                      قرأت على محمد بن إبراهيم النحوي ، وعلي بن محمد الفقيه ، وأحمد بن محمد الحافظ : أخبركم عبد الله بن عمر ، أخبرنا عبد الأول بن عيسى ، أخبرتنا بيبى بنت عبد الصمد ، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي شريح ، حدثنا يحيى بن محمد ، حدثنا الحسن بن الصباح البزار ، حدثنا شبابة ، عن ورقاء ، عن عبد الله بن عبد الرحمن ، سمعت أنسا يقول : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : لن يبرح الناس يسألون حتى يقولوا : هذا الله ، خلق كل شيء ، وذكر كلمة .

                                                                                      أخرجه البخاري عن البزار ، فوافقناه . [ ص: 195 ]

                                                                                      مات في ربيع الآخر سنة تسع وأربعين ومائتين . من أبناء الثمانين .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية