الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      أم الدرداء ( ع )

                                                                                      السيدة العالمة الفقيهة ، هجيمة -وقيل : جهيمة- الأوصابية الحميرية الدمشقية ، وهي أم الدرداء الصغرى .

                                                                                      روت علما جما عن زوجها أبي الدرداء ، وعن سلمان الفارسي ، وكعب بن عاصم الأشعري ، وعائشة ، وأبي هريرة ، وطائفة .

                                                                                      وعرضت القرآن وهي صغيرة على أبي الدرداء . وطال عمرها ، واشتهرت بالعلم والعمل والزهد .

                                                                                      حدث عنها جبير بن نفير ، وأبو قلابة الجرمي ، وسالم بن أبي الجعد ، ورجاء بن حيوة ، ويونس بن ميسرة ، ومكحول ، وعطاء الكيخاراني ، وإسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر ، وزيد بن أسلم ، وأبو حازم الأعرج ، وإبراهيم بن أبي عبلة ، وعثمان بن حيان المري .

                                                                                      قال أبو مسهر الغساني : أم الدرداء هي هجيمة بنت حيي الوصابية وأم الدرداء الكبرى هي خيرة بنت أبي حدرد ، لها صحبة .

                                                                                      [ ص: 278 ] قال محمد بن سليمان بن أبي الدرداء : اسم أم الدرداء الفقيهة التي مات عنها أبو الدرداء وخطبها معاوية ، هجيمة بنت حيي الأوصابية .

                                                                                      وقال ابن جابر وعثمان بن أبي العاتكة : كانت أم الدرداء يتيمة في حجر أبي الدرداء ، تختلف معه في برنس ، تصلي في صفوف الرجال ، وتجلس في حلق القراء تعلم القرآن ، حتى قال لها أبو الدرداء يوما : الحقي بصفوف النساء .

                                                                                      عبد الله بن صالح ، حدثنا معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية ، عن جبير بن نفير ، عن أم الدرداء ، أنها قالت لأبي الدرداء عند الموت : إنك خطبتني إلى أبوي في الدنيا فأنكحوك ، وأنا أخطبك إلى نفسك في الآخرة . قال : فلا تنكحين بعدي . فخطبها معاوية فأخبرته بالذي كان ، فقال : عليك بالصيام .

                                                                                      ورويت من وجه عن لقمان بن عامر ، وزاد : وكان لها جمال وحسن .

                                                                                      وروى ميمون بن مهران عنها ، قالت : قال لي أبو الدرداء : لا تسألي أحدا شيئا . فقلت : إن احتجت؟ قال : تتبعي الحصادين ، فانظري ما يسقط منهم فخذيه فاخبطيه ثم اطحنيه وكليه .

                                                                                      قال مكحول : كانت أم الدرداء فقيهة .

                                                                                      وعن عون بن عبد الله ، قال : كنا نأتي أم الدرداء فنذكر الله عندها .

                                                                                      وقال يونس بن ميسرة : كن النساء يتعبدن مع أم الدرداء ، فإذا ضعفن عن القيام ، تعلقن بالحبال .

                                                                                      وقال عثمان بن حيان : سمعت أم الدرداء تقول : إن أحدهم يقول : [ ص: 279 ] اللهم ارزقني ، وقد علم أن الله لا يمطر عليه ذهبا ولا دراهم ; وإنما يرزق بعضهم من بعض ، فمن أعطي شيئا فليقبل ، فإن كان غنيا فليضعه في ذي الحاجة ، وإن كان فقيرا فليستعن به .

                                                                                      قال إسماعيل بن عبيد الله : كان عبد الملك بن مروان جالسا في صخرة بيت المقدس وأم الدرداء معه جالسة ، حتى إذا نودي للمغرب قام وقامت تتوكأ على عبد الملك حتى يدخل بها المسجد ، فتجلس مع النساء ، ويمضي عبد الملك إلى المقام يصلي بالناس .

                                                                                      وعن يحيى بن يحيى الغساني ، قال : كان عبد الملك بن مروان كثيرا ما يجلس إلى أم الدرداء في مؤخر المسجد بدمشق .

                                                                                      وعن عبد ربه بن سليمان ، قال : حجت أم الدرداء في سنة إحدى وثمانين .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية