الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      [ ص: 219 ] أحمد بن المقدام ( خ ، ت ، س ، ق )

                                                                                      ابن سليمان بن أشعث ، الإمام المتقن الحافظ أبو الأشعث العجلي البصري . سمع حماد بن زيد ، وحزم بن أبي حزم ، وعبد الله بن جعفر المديني ، ويزيد بن زريع ، وخالد بن الحارث ، وفضيل بن عياض ، وعثام بن علي ، ومعتمر بن سليمان ، وجماعة .

                                                                                      حدث عنه : البخاري ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، والبغوي ، وابن أبي داود ، ويحيى بن صاعد ، وعلي بن عبد الله بن مبشر ، وأحمد بن علي الجوزجاني ، والقاضي أبو عبد الله المحاملي ، وابن خزيمة ، والحسين بن يحيى القطان ، وخلق كثير .

                                                                                      قال النسائي : ثقة .

                                                                                      وقال ابن خزيمة : كان صاحب حديث .

                                                                                      وقال أبو حاتم : محله الصدق .

                                                                                      قال أبو الأشعث : ولدت قبل موت المنصور بسنتين .

                                                                                      قال أبو داود : لا أحدث عنه . كان يعلمهم المجون ، كان بالبصرة [ ص: 220 ] مجان ، يلقون صرة الدراهم ، ثم يرقبونها ، فإذا جاء من يرفعها ، صاحوا به ، وخجلوه . فعلمهم أبو الأشعث أن يتخذوا صرة فيها زجاج ، فإذا أخذوا صرة الدراهم ، فصاح صاحبها ، وضعوا بدلها في الحال صرة الزجاج .

                                                                                      قلت : مات في صفر سنة ثلاث وخمسين ومائتين .

                                                                                      يقع حديثه عاليا في جزء الحفار ، وفي " الثقفيات " ، وغير ذلك . وعاش بضعا وتسعين سنة . وكان أسند من بقي بالبصرة .

                                                                                      أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ، ويوسف بن غالية ، قالا : أخبرنا موسى بن عبد القادر ، أخبرنا سعيد بن البناء ، أخبرنا علي بن أحمد ، أخبرنا أبو طاهر المخلص ، حدثنا يحيى بن محمد ، حدثنا أحمد بن المقدام ، حدثنا حماد بن زيد ، عن أبي عمران الجوني ، قال : كتب إلي عبد الله بن رباح ، سمعت عبد الله بن عمرو يقول : هجرت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية ، فخرج إلينا ، نعرف في وجهه الغضب ، فقال : ألا إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب هذا حديث صحيح ، وهو دال على تحريم الجدال ، والاختلاف [ ص: 221 ] في الكتاب ، مع أنه -عليه الصلاة والسلام- كان يمكنه أن يوضح الحق لهما في تلك الآية ، ويبين أن أحدهما مصيب ، ومع هذا فلم يفعل ، بل سد الباب ، ولو كان تبيين ذلك مما تمس إليه الحاجة ، لأوضحه ، فعلم بهذا أن كل نص ألقاه إلى أمته ، ولم يزدهم فيه تفسيرا ، ولا هم سألوه ، بل ولا فسروه لمن بعدهم ، فإن قراءته تفسيره ، فلا يزاد عليه ، ولا يبحث فيه ، ولا سيما إذا كان في أسماء الله ، وصفاته المقدسة .

                                                                                      وفيها مات أحمد بن سعيد الهمداني بمصر ، وأحمد بن سعيد الدارمي ، وخشيش بن أصرم ، والسري السقطي ، وعلي بن مسلم الطوسي ، وعلي بن شعيب السمسار ، ومحمد بن عبد الله بن طاهر الأمير ، ومحمد بن يحيى القطعي ، وهارون بن سعيد الأيلي ، ويوسف بن موسى القطان ، ومحمد بن عيسى التيمي مقرئ الري ، ووصيف الأمير ، وأبو العباس القلوري .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية