الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            25 - 18 - ( باب سرية حمزة - رضي الله عنه - )

                                                                                            9940 عن جبير بن مطعم قال : قال أبو جهل حين قدم مكة منصرفه عن حمزة : يا معشر قريش ، إن محمدا قد نزل يثرب ، وأرسل طلائعه ، وإنما يريد أن يصيب منكم شيئا ، فاحذروا أن تمروا طريقه وأن تقاربوه ; فإنه كالأسد الضاري ، إنه حنق عليكم نفيتموه نفي القردان على المناسم ، والله إن له لسجرة ما رأيته قط ولا أحدا من أصحابه إلا رأيت معهم الشياطين ، وإنكم قد عرفتم عداوة ابني قيلة ، فهو عدو استعان بعدو .

                                                                                            فقال له مطعم بن عدي : يا أبا الحكم ، والله ما رأيت أحدا أصدق لسانا ، ولا أصدق موعدا من أخيكم الذي طردتم ، فإذ فعلتم الذي فعلتم ، فكونوا أكف الناس عنه ، فقال أبو سفيان بن الحارث : كونوا أشد ما كنتم عليه ; فإن ابني قيلة إن ظفروا بكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة ، وإن أطعتموني ألحقوهم خبر كنانة أو تخرجوا محمدا من بين أظهرهم فيكون وحيدا طريدا ، وأما ابنا قيلة فوالله ما هما وأهل دهلك في المذلة إلا سواء ، وسأكفيكم حدهم ، وقال :

                                                                                            سأمنح جانبا مني غليظا على ما كان من قرب وبعد     رجال الخزرجية أهل ذل إذا ما كان هزل بعد جد

                                                                                            [ ص: 68 ] فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : " والذي نفسي بيده ، لأقتلنهم ، ولأصلبنهم ، ولأهدينهم وهم كارهون ، إني رحمة بعثني الله عز وجل ، ولا يتوفاني حتى يظهر الله دينه " . فذكر الحديث .

                                                                                            رواه الطبراني وجادة من طريق أحمد بن صالح المصري قال : وجدت في كتاب بالمدينة عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي ، ورجاله ثقات .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية