الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              241 - ربيعة بن أبي عبد الرحمن

              ومنهم صاحب المعارف والبيان ، والمحارف والقربان ، ربيعة بن أبي عبد الرحمن أبو عثمان .

              حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا بشر بن موسى ، ثنا الحميدي ، ثنا سفيان ، قال : كان ربيعة بن أبي عبد الرحمن يوما جالسا فغطى رأسه ثم اضطجع فبكى ، فقيل له : ما يبكيك ؟ قال : رياء ظاهر ، وشهوة خفية ، والناس عند علمائهم كالصبيان في حجور أمهاتهم ، ما أمروهم به ائتمروا ، وما نهوهم عنه انتهوا .

              حدثنا أبي ، وأبو محمد بن حيان ، قالا : ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ، ثنا أحمد بن سعيد ، ثنا ابن وهب ، حدثني بكر بن مضر ، عن عمارة بن غزية ، قال : سمعت رجلا سأل ربيعة ، فقال : يا أبا عثمان ما رأس الزهادة ؟ قال : جمع الأشياء من حلها ، ووضعها في حقها .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا أحمد بن نافع الطحان ، ثنا الحارث بن مسكين ، ثنا ابن وهب ، قال : سمعت مالك بن أنس فذكر فضل ربيعة ، قال : لما قدم ربيعة على أمير المؤمنين أبي العباس ، أمر بجائزة فأبى أن يقبلها ، فأمر له بخمسة آلاف درهم يشتري بها جارية فأبى أن يقبلها .

              حدثنا أبو عبد الله محمد بن سهل ، حدثني أحمد بن إبراهيم المعافري ، ثنا [ ص: 260 ] يونس بن عبد الأعلى ، ثنا ابن وهب ، حدثني سليمان بن بلال ، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، أن رجلا قال له : انعت لي أبا بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما ، فقال ربيعة : ما أدري كيف أنعتهما لك ؟ أما هما فقد سبقا من كان معهما ، وأتعبا من كان بعدهما .

              حدثنا أبو أحمد الجرجاني ، ثنا موسى بن سهل الحزبي ، ثنا يونس بن عبد الأعلى ، ثنا أنس بن عياض ، أن ربيعة بن أبي عبد الرحمن وقف على قوم وهم يتذاكرون شأن القدر ، فقال : لئن كنتم صادقين - وأعوذ بالله أن تكونوا صادقين - لما في أيديكم أعظم مما في يدي ربكم إن كان الخير والشر بأيديكم .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية