الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      همام بن منبه ( ع )

                                                                                      ابن كامل بن سيج الأبناوي الصنعاني المحدث المتقن أبو عقبة صاحب تلك الصحيفة الصحيحة التي كتبها عن أبي هريرة ، وهي نحو من مائة وأربعين حديثا .

                                                                                      حدث بها عنه معمر بن راشد ، وقد حفظ أيضا عن معاوية وابن عباس وطائفة .

                                                                                      [ ص: 312 ] حدث عنه أخوه وهب صاحب القصص ، ومات قبله بزمان ، وابن أخيه عقيل بن معقل ، وعلي بن الحسن بن أنس الصنعاني .

                                                                                      وثقه يحيى بن معين وغيره . قال أحمد بن حنبل : كان يغزو ، وكان يشتري الكتب لأخيه ، فجالس أبا هريرة بالمدينة ، وعاش حتى أدرك ظهور المسودة وسقط حاجباه على عينيه من الكبر .

                                                                                      قال سفيان بن عيينة : كنت أتوقع قدوم همام مع الحجاج عشر سنين .

                                                                                      قال الميموني : سمعت أحمد بن حنبل يقول في صحيفة همام : أدركه معمر أيام السودان ، فقرأ عليه همام حتى إذا مل ، أخذ معمر ، فقرأ عليه الباقي ، وعبد الرزاق لم يكن يعرف ما قرئ عليه مما قرأه هو ، وهي نحو من مائة وأربعين حديثا .

                                                                                      قلت : لو كان أحد سمعها من همام كما عاش همام بعد أبي هريرة بضعا وسبعين سنة ، لعاش إلى سنة بضع وستين ، وما رأينا من روى الصحيفة عن همام إلا معمرا ، وجميع ما عاش بعده نيفا وعشرين سنة

                                                                                      قال البخاري : قال علي : سألت رجلا لقي هماما عن موته ، فقال : سنة ثنتين وثلاثين ومائة .

                                                                                      أخبرنا أبو الفداء إسماعيل بن عبد الرحمن المعدل ، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد المقدسي ، أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي ، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن محمد الأنباري ، أنبأنا علي بن محمد المعدل ، أنبأنا إسماعيل بن محمد ، أنبأنا أحمد بن منصور الرمادي ، حدثنا عبد الرزاق ، أنبأنا معمر ) ، عن همام بن منبه ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ذروني ما تركتكم; فإنما هلك الذين من قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم [ ص: 313 ] على أنبيائهم . فإذا نهيتكم عن شيء ، فاجتنبوه ، وإذا أمرتكم بأمر ، فأتوا منه ما استطعتم .

                                                                                      قال عبد الرزاق : أنبأنا أبي وغيره ، أن همام بن منبه قعد إلى ابن الزبير ، وكان رجل بنجران من الأبناء يعظمونه يقال له : حنش لم يكن له لحية ، فقال له رجل من قريش : من أنت ؟ قال : من أهل اليمن ، قال : ما فعلت عجوزكم يريد حنشا ، قال همام : عجوزنا أسلمت مع سليمان لله رب العالمين ، وعجوزكم حمالة الحطب ، فبهت القرشي . فقال له ابن الزبير : أما تدري من كلمت ؟ لم تعرضت بابن منبه ؟ رواها إسحاق الكوسج عنه .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية