الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              226 - عاصم بن سليمان الأحول

              ومنهم العابد الأفضل ، عاصم بن سليمان الأحول .

              حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، قال : ثنا أبو الحريش أحمد بن عيسى الكلابي ، قال : ثنا فطر بن حماد ، قال : ثنا حماد بن زيد ، قال : ثنا عاصم الأحول ، قال : قال لي فضيل الرقاشي - وأنا أسائله - : يا هذا لا يشغلنك كثرة الناس عن نفسك فإن الأمر يخلص إليك دونهم ، ولا تقل أذهب هاهنا وهاهنا ينقطع عني النهار فإنه محفوظ عليك ، وما رأيت قط أحسن طلبا ولا أسرع إدراكا من حسنة حديثة لذنب قديم .

              أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه ، قال : ثنا محمد بن أيوب ، قال : ثنا أبو الربيع الزهراني ، قال : ثنا محمد بن عباد ، قال : حدثني أبي ، قال : ربما زارني عاصم الأحول وهو صائم فيفطر ، فإذا صلى العشاء تنحى فصلى فلا يزال يصلي حتى يطلع الفجر لا يضع جنبه .

              أسند عاصم عن أنس بن مالك ، وعبد الله بن سرجس . وروى عن ابن سيرين ، وأبي عثمان النهدي ، وأبي قلابة ، وغيرهم .

              [ ص: 121 ] حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد ، قال : ثنا أحمد بن عبد الرحمن السقطي ، قال : ثنا يزيد بن هارون رواه عن عاصم الأحول ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الموت كفارة لكل مسلم " .

              " .

              هذا حديث عاصم ، عن أنس رضي الله عنه .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، حدثنا أحمد بن حماد بن رغبة ، حدثنا روح بن صلاح ، أخبرنا سفيان ، عن عاصم ، عن أنس بن مالك ، قال : " لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي بن أبي طالب دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس عند رأسها ، فقال : يرحمك الله ، فإنك كنت أمي بعد أمي ، تجوعين وتشبعينني ، وتعرين وتكسينني ، وتمنعين نفسك طيب الطعام وتطعمينني ، تريدين بذلك وجه الله والدار الآخرة ، ثم أمر أن تغسل ثلاثا ثلاثا ، فلما بلغ الماء الذي فيه الكافور سكبه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ، ثم خلع رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه وألبسها إياه وكفنها فوقه ، ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد ، وأبا أيوب الأنصاري ، وعمر بن الخطاب ، وغلاما أسود يحفرون قبرها ، فلما بلغوا اللحد حفره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخرج ترابه بيده ، فلما فرغ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فاضطجع فيه ، ثم قال : الحمد لله الذي يحيي ويميت وهو حي لا يموت ، اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ولقنها حجتها ، وأوسع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي فإنك أرحم الراحمين ، وكبر عليها أربعا وأدخلوها اللحد هو والعباس وأبو بكر الصديق " .

              غريب من حديث عاصم والثوري ، لم نكتبه إلا من حديث روح بن صلاح تفرد به .

              حدثنا عبد الله بن جعفر ، قال : ثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات ، وإسماعيل بن عبد الله ، قالا : ثنا أبو جعفر النفيلي ، قال : ثنا أبو معاوية ، عن عاصم بن عبد الله بن سرجس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " في الحجم شفاء " .

              غريب من حديث عاصم لم نكتبه إلا من حديث أبي معاوية .

              حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري ، قال : ثنا أحمد بن محمد بن [ ص: 122 ] الحسين الماسرجسي ، قال : ثنا إسحاق بن راهويه ، قال : أخبرنا جرير ، عن عاصم الأحول ، عن عبد الله بن سرجس ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر قال : " اللهم بلغنا بلاغ خير ومغفرة ، ثم يقول : اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب ، والحور بعد الكور ، ودعوة المظلوم ، وسوء المنظر في الأهل والمال " .

              هذا مشهور ثابت من حديث ‌ عاصم رواه عن عاصم معمر ، وعمران القصير ، وحماد بن زيد ، وحرب بن خليل ، وأبو معاوية ، وحفص بن غياث .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، قال : ثنا عمرو بن ثور الجذامي ، قال : ثنا محمد بن يوسف الفريابي ، قال : ثنا سفيان الثوري ، عن عاصم ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة " .

              هذا غريب من حديث عاصم والثوري ، تفرد به الفريابي .

              حدثنا أبو بكر بن خلاد ، قال : ثنا الحارث بن أبي أسامة ، قال : ثنا يزيد بن هارون ، قال : ثنا عاصم الأحول ، عن أبي عثمان النهدي ، قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه : ذروا التنعم وزي العجم ، وإياكم والحرير ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى عنه قال : " لا تلبسوا الحرير إلا ما كان هكذا ، وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بإصبعيه الوسطى والسبابة " .

              هذا حديث ثابت مشهور من حديث عاصم لم نكتبه عاليا إلا من حديث يزيد .

              حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم ، قال : ثنا جعفر بن محمد الصائغ ، قال : ثنا قبيصة ، قال : ثنا سفيان الثوري ، عن خالد وعاصم ، عن أبي قلابة ، عن أنس رضي الله تعالى عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أرحم أمتي بأمتي أبو بكر ، وأشدها في دين الله - عمر ، وأصدقها حياء عثمان ، وأفرضهم زيد بن ثابت ، وأقرؤهم أبي ، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل ، ولكل أمة أمين ، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح " رضي الله تعالى عنهم .

              هذا حديث غريب من حديث الثوري لم يروه عنه ، عن عاصم وخالد فيما أعلم إلا قبيصة .

              [ ص: 123 ]

              التالي السابق


              الخدمات العلمية