الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون ، بين تعالى في هذه الآية الكريمة : أن بني آدم إذا مسهم الضر دعوا الله وحده مخلصين له الدين ; فإذا كشف عنهم الضر ، وأزال عنهم الشدة : إذا فريق منهم وهم الكفار يرجعون في أسرع وقت إلى ما كانوا عليه من الكفر والمعاصي . وقد كرر - جل وعلا - هذا المعنى في القرآن ; كقوله في " يونس " : حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين [ 10 \ 22 ] ، إلى قوله : إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق [ 10 \ 23 ] ، وقوله " في الإسراء " : وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورا [ 17 \ 67 ] ، وقوله في آخر " العنكبوت " : فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون [ 29 \ 65 ] ، وقوله في " الأنعام " : قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون [ 6 \ 64 ] ، إلى غير ذلك من الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      وقد قدمنا هذا في " سورة الأنعام " في الكلام على قوله تعالى : قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله [ 6 \ 40 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية