الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( السادس ) الابتداء بالآي وسط براءة قل من تعرض للنص عليها ، ولم أر فيها نصا لأحد من المتقدمين ، وظاهر إطلاق كثير من أهل الأداء التخيير فيها ، وعلى جواز البسملة فيها نص أبو الحسن السخاوي في كتابه " جمال القراء " حيث قال : ألا ترى أنه يجوز بغير خلاف أن يقول : بسم الله الرحمن الرحيم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة وفي نظائرها من الآي ، وإلى منعها جنح أبو إسحاق الجعبري ، فقال رادا على السخاوي : إن كان نقلا فمسلم ، وإلا فرد عليه أنه تقريع على غير أصل وتصادم لتعليله . قلت : وكلاهما يحتمل ، الصواب أن يقال : إن من ذهب إلى ترك البسملة في أوساط غير براءة لا إشكال في تركها عنده في وسط براءة ، وكذا لا إشكال في تركها فيها عند من ذهب إلى التفضيل ، إذ البسملة عندهم في وسط السورة تبع لأولها ، ولا تجوز البسملة أولها فكذلك وسطها ، وأما من ذهب إلى البسملة في الأجزاء مطلقا ، فإن اعتبر بقاء أثر العلة التي من أجلها حذفت البسملة من أولها وهي نزولها بالسيف كالشاطبي ومن سلك مسلكه لم يبسمل ، وإن لم يعتبر بقاء أثرها ، أو لم يرها علة بسمل بلا نظر ، والله تعالى أعلم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية