الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ( وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ) لم يبين هنا هذا الذي يقولونه عليه بغير علم ، ولكنه فصله في مواضع أخر ، فذكر أن ذلك الذي يقولونه بغير علم ؛ هو أن الله حرم البحائر والسوائب ونحوها ، وأن له أولادا ، وأن له شركاء - سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا - فصرح بأنه لم يحرم ذلك بقوله : ( ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب ) [ 5 \ 103 ] ، وقوله : ( وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله ) الآية [ 6 \ 140 ] ، وقوله : ( قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا ) الآية [ 10 \ 59 ] ، وقوله : ( ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام ) [ 16 \ 116 ] إلى غير ذلك من الآيات ، ونزه نفسه عن الشركاء المزعومة بقوله : ( سبحانه وتعالى عما يشركون ) [ 10 \ 18 ونحوها من الآيات ونزه نفسه عن الأولاد المزعومة بقوله : ( قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه ) [ 2 \ 116 ] ونحوها من الآيات فظهر من هذه الآيات تفصيل ( ما ) أجمل في اسم الموصول الذي هو ( ما ) من قوله : ( وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ) .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية