الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب في حسر الفرات عن كنز

                                                                      4313 حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي حدثني عقبة بن خالد السكوني حدثنا عبيد الله عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي حدثني عقبة يعني ابن خالد حدثني عبيد الله عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله إلا أنه قال يحسر عن جبل من ذهب

                                                                      التالي السابق


                                                                      الفرات كغراب النهر المشهور وهو بالتاء ويقال : يجوز بالهاء كالتابوت والتابوه والعنكبوت والعنكبوه ذكره الحافظ . والحسر الانكشاف .

                                                                      ( يوشك ) : بكسر الشين أي يقرب ( أن يحسر ) : بفتح أوله وسكون ثانيه وكسر ثالثه والحاء والسين مهملتان أي ينكشف ( فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا ) : هذا يشعر بأن الأخذ منه ممكن وعلى هذا فيحوز أن يكون دنانير ويجوز أن يكون قطعا ويجوز [ ص: 341 ] أن يكون تبرا ، والذي يظهر أن النهي عن أخذه لما ينشأ عن أخذه من الفتنة والقتال عليه ، فقد أخرج مسلم هذا الحديث من طريق أخرى عن أبي هريرة بلفظ يحسر الفرات عن جبل من ذهب فيقتتل عليه الناس فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون ويقول كل رجل منهم لعلي أكون أنا الذي أنجو . وأخرج مسلم أيضا عن أبي بن كعب قال : لا يزال الناس مختلفة أعناقهم في طلب الدنيا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يوشك أن يحسر الفرات عن جبل من ذهب فإذا سمع به الناس ساروا إليه فيقول من عنده لئن تركنا الناس يأخذون منه ليذهبن به كله قال : فيقتتلون عليه فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون هذا تلخيص ما قال الحافظ في الفتح .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه البخاري ومسلم والترمذي . ( إلا أنه قال : يحسر عن جبل من ذهب ) : يعني أن عبيد الله روى عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مثل حديثه السابق إلا أن في هذه الرواية وقع لفظ عن جبل من ذهب وكان في الرواية السابقة لفظ عن كنز من ذهب .

                                                                      قال الحافظ : تسميته كنزا باعتبار حاله قبل أن ينكشف وتسميته جبلا للإشارة إلى كثرته انتهى .

                                                                      وقال القاري : الظاهر أن القضية متحدة والرواية متعددة فالمعنى عن كنز عظيم مقدار جبل من ذهب ويحتمل أن يكون هذا غير الأول ويكون الجبل معدنا من ذهب انتهى .

                                                                      قلت : هذا الاحتمال غير ظاهر والظاهر هو الأول بل هو المتعين .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه مسلم والترمذي وقال المزي في الأطراف : حديث يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب أخرجه البخاري في الفتن ومسلم فيه وأبو داود في الملاحم ، والترمذي في صفة الجنة وقال : حسن صحيح انتهى . [ ص: 342 ]




                                                                      الخدمات العلمية