الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب قتل أبي جهل

                                                                                                                                                                                                        3744 حدثنا ابن نمير حدثنا أبو أسامة حدثنا إسماعيل أخبرنا قيس عن عبد الله رضي الله عنه أنه أتى أبا جهل وبه رمق يوم بدر فقال أبو جهل هل أعمد من رجل قتلتموه

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        ( تنبيه ) : ثبتت هذه الترجمة للأكثر ، وسقطت لأبي ذر عن المستملي والكشميهني ، وثبوتها أوجه إذ لا تعلق لحديثها بباب عدة أهل بدر ، وثبت لغير أبي ذر عقب حديثها " باب قتل أبي جهل بن هشام " وسقط لأبي ذر ، وهو أوجه لأن فيه ذكر هلاك غير أبي جهل فهو لائق بالترجمة المذكورة ، والله أعلم . وعلى هذا فقد اشتملت الترجمة على ثلاثة عشر حديثا : الثاني والثالث حديث ابن مسعود وأنس في قتل أبي جهل .

                                                                                                                                                                                                        [ ص: 343 ] قوله : ( حدثنا ابن نمير ) هو محمد بن عبد الله بن نمير ; ولم يدرك البخاري أباه ، وإسماعيل هو ابن أبي خالد ، وقيس هو ابن أبي حازم ، والإسناد كله كوفيون .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( عن عبد الله ) هو ابن مسعود .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( أنه أتى أبا جهل ) وبه رمق ، كأن أبا جهل قد ضرب في المعركة بالسيوف حتى خر صريعا كما سيأتي بيانه .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فقال أبو جهل : هل أعمد ) في الكلام حذف تقديره فكلمه أي بكلام تشفى منه فأجابه بذلك ، ووقع بيان ذلك في رواية عمرو بن ميمون عند الطبراني عن ابن مسعود قال : " أدركت أبا جهل يوم بدر صريعا ، فقلت : أي عدو الله قد أخزاك الله . قال : وبما أخزاني من رجل قتله قومه " الحديث وهذا تفسير المراد بقوله : " هل أعمد من رجل قتله قومه " وأعمد بالمهملة أفعل تفضيل من عمد أي هلك ، يقال : عمد البعير يعمد عمدا بالتحريك إذا ورم سنامه من عض القتب فهو عميد ، ويكنى بذلك عن الهلاك ، وقيل : هو أن يكون سنامه وارما فيحمل عليه الشيء الثقيل فيكسره فيموت فيه شحمه ، وقيل معنى أعمد أعجب ، وقيل : بمعنى أغضب ، وقيل : معناه هل زاد على سيد قتله قومه قاله أبو عبيدة . قال : وكان أبو عبيدة يحكي عن العرب أعمد من كل محق أي هل زاد على مكيال نقص كيله ، وأنشد ذلك :


                                                                                                                                                                                                        وأعمد من قوم كفاهم أخوهم صدام الأعادي حين قلت بيوتها



                                                                                                                                                                                                        أي لا زيادة على فعلنا فإننا كفينا إخواننا أعاديهم . وفي " مغازي أحمد بن محمد بن أيوب " قلت لابن إسحاق : ما أعمد من رجل ؟ قال : يقول هل هو إلا رجل قتلتموه . ورجح السهيلي الأول . ويؤيد تفسير أبي عبيدة ما وقع في حديث أنس بعده بلفظ " وهل فوق رجل قتلتموه " ووقع في رواية الكشميهني في حديث ابن مسعود " أغدر " بدل أعمد فإن ثبت فلا إشكال فيه .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية