الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ قيس ]

                                                          قيس : قاس الشيء يقيسه قيسا وقياسا واقتاسه وقيسه إذا قدره على مثاله ، قال :


                                                          فهن بالأيدي مقيساته مقدرات ، ومخيطاته

                                                          والمقياس : المقدار . وقاس الشيء يقوسه قوسا : لغة في قاسه يقيسه ، ويقال : قسته وقسته أقوسه قوسا وقياسا ، ولا يقال : أقسته بالألف . والمقياس : ما قيس به . والقيس والقاس : القدر ، يقال : قيس رمح وقاسه . الليث : المقايسة مفاعلة من القياس ، ويقال : هذه خشبة قيس أصبع ، أي : قدر أصبع ، ويقال : قايست بين شيئين إذا قادرت بينهما ، وقاس الطبيب قعر الجراحة قيسا ; وأنشد :


                                                          إذا قاسها الآسي النطاسي أدبرت     غثيثتها وازداد وهيا هزومها

                                                          وفي حديث الشعبي : أنه قضى بشهادة القائس مع يمين المشجوج ، أي : الذي يقيس الشجة ويتعرف غورها بالميل الذي يدخله فيها ليعتبرها ، وبينهما قيس رمح وقاس رمح ، أي : قدر رمح . وفي الحديث : ليس ما بين فرعون من الفراعنة وفرعون هذه الأمة قيس شبر ، أي : قدر شبر ، القيس والقيد سواء . وتقايس القوم : ذكروا مآربهم ، وقايسهم إليه : قايسهم به ، قال :


                                                          إذا نحن قايسنا الملوك إلى العلى     وإن كرموا لم يستطعنا المقايس

                                                          ومن كلامهم : إن الليل لطويل ولا أقيس به ، عن اللحياني ، أي : لا أكون قياسا لبلائه ، قال : ومعناه الدعاء . والقيس : الشدة ، ومنه امرؤ القيس ، أي : رجل الشدة . والقيس : الذكر ، عن كراع ، قال ابن سيده : وأراه كذلك ; وأنشد :


                                                          دعاك الله من قيس بأفعى     إذا نام العيون سرت عليكا

                                                          التهذيب : والمقايسة تجري مجرى المقاساة التي هي معالجة الأمر الشديد ومكابدته ، وهو مقلوب حينئذ ، ويقال : هو يخطو قيسا ، أي : يجعل هذه الخطوة بميزان هذه ، ويقال : قصر مقياسك عن مقياسي ، أي : مثالك عن مثالي . وروي عن أبي الدرداء أنه قال : خير نسائكم التي تدخل قيسا وتخرج ميسا ، أي : تدبر في صلاح بيتها لا تخرق في مهنتها ، قال ابن الأثير : يريد أنها إذا مشت قاست بعض خطاها ببعض فلم تعجل ، فعل الخرقاء ولم تبطئ ، ولكنها تمشي مشيا وسطا معتدلا فكأن خطاها متساوية . وقيس : اسم ، والجمع أقياس : أنشد سيبويه :


                                                          ألا أبلغ الأقياس : قيس بن نوفل     وقيس بن أهبان وقيس بن خالد

                                                          وكذلك مقيس ، قال :


                                                          لله عينا من رأى مثل مقيس     إذا النفساء أصبحت لم تخرس

                                                          وقيس : قبيل ، وحكى سيبويه : تقيس الرجل انتسب إليها . وأم قيس : الرخمة . وقيس : أبو قبيلة من مضر ، وهو قيس عيلان ، واسمه الناس بن مضر بن نزار ، وقيس لقبه . يقال : تقيس فلان إذا تشبه بهم أو تمسك منهم بسبب إما بحلف أو جوار أو ولاء ، قال رؤبة :


                                                          وقيس عيلان ومن تقيسا

                                                          [ ص: 235 ] قال ابن بري : الرجز للعجاج وليس ل رؤبة ، وصواب إنشاده : وقيس بالنصب ; لأن قبله :


                                                          وإن دعوت من تميم أرؤسا

                                                          وجواب إن في البيت الثالث :


                                                          تقاعس العز بنا فاقعنسسا

                                                          ومعنى تقاعس : ثبت وانتصب ، وكذلك اقعنسس . والقيسان من طيئ : قيس بن عناب بن أبي حارثة . وعبد القيس : أبو قبيلة من أسد ، وهو عبد القيس بن أفصى ابن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة ، والنسبة إليهم : عبقسي ، وإن شئت : عبدي ، وقد تعبقس الرجل ، كما يقال : تعبشم ، وتقيس .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية