الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ قود ]

                                                          قود : القود : نقيض السوق ، يقود الدابة من أمامها ، ويسوقها من خلفها ، فالقود من أمام والسوق من خلف . قدت الفرس وغيره أقوده قودا ومقادة وقيدودة وقاد البعير واقتاده : معناه جره خلفه . وفي حديث الصلاة : اقتادوا رواحلهم ، قاد الدابة قودا فهي مقودة ومقوودة ، الأخيرة نادرة ، وهي تميمية ، واقتادها ، والاقتياد والقود واحد واقتاده وقاده بمعنى ، وقوده : شدد للكثرة . والقود : الخيل ، يقال : مر بنا قود . الكسائي : فرس قوود ، بلا همز ، الذي ينقاد ، والبعير مثله ، والقود من الخيل التي تقاد بمقاودها ولا تركب وتكون مودعة معدة لوقت الحاجة إليها . يقال : هذه الخيل قود فلان القائد ، وجمع قائد الخيل قادة وقواد ، وهو قائد بين القيادة ، والقائد واحد القواد والقادة ، ورجل قائد من قوم قود وقواد وقادة ، وأقاده خيلا : أعطاه إياها يقودها ، وأقدتك خيلا تقودها . والمقود والقياد : الحبل الذي تقود به . الجوهري : المقود الحبل يشد في الزمام أو اللجام تقاد به الدابة . والمقود : خيط أو سير يجعل في عنق الكلب أو الدابة يقاد به . وفلان سلس القياد وصعبه ، وهو على المثل . وفي حديث علي رضوان الله عليه : فمن اللهج باللذة السلس القياد للشهوة ، واستعمل أبو حنيفة القياد في اليعاسيب ، فقال في صفاتها : وهي ملوك النحل وقادتها . وفي حديث السقيفة : فانطلق أبو بكر وعمر يتقاودان حتى أتوهم ، أي : يذهبان مسرعين كأن كل واحد منهما يقود الآخر لسرعته . وأعطاه مقادته : انقاد له . والانقياد : الخضوع . تقول : قدته فانقاد واستقاد لي ، إذا أعطاك مقادته ، وفي حديث علي : قريش قادة ذادة ، أي : يقودون الجيوش ، وهو جمع قائد . وروي أن قصيا قسم مكارمه فأعطى قود الجيوش عبد مناف ، ثم وليها عبد شمس ، ثم أمية بن حرب ، ثم أبو سفيان . وفرس قئود : سلس منقاد . وبعير قئود وقيد وقيد مثل ميت ، وأقود : ذليل منقاد ، والاسم من ذلك كله القيادة .

                                                          وجعلته مقاد المهر ، أي : على اليمين ; لأن المهر أكثر ما يقاد على اليمين ، قال ذو الرمة :


                                                          وقد جعلوا السبية عن يمين مقاد المهر واعتسفوا الرمالا

                                                          وقادت الريح السحاب ، على المثل ، قالت أم خالد الخثعمية :


                                                          ليت سماكيا يحار ربابه     يقاد إلى أهل الغضا بزمام

                                                          وأقاد الغيث فهو مقيد إذا اتسع ، وقول تميم بن مقبل يصف الغيث :


                                                          سقاها وإن كانت علينا بخيلة     أغر سماكي أقاد وأمطرا

                                                          قيل في تفسيره : أقاد اتسع ، وقيل : أقاد ، أي : صار له قائد من السحاب بين يديه ، كما قال ابن مقبل أيضا :


                                                          له قائد دهم الرباب وخلفه     روايا يبجسن الغمام الكنهورا

                                                          أراد : له قائد دهم ربابه ، فلذلك جمع . وأقاد : تقدم ، وهو مما ذكر كأنه أعطى مقادته الأرض فأخذت منها حاجتها ، وقول رؤبة :


                                                          أتلع يسمو بتليل قواد

                                                          قيل في تفسيره : متقدم ، ويقال : انقاد لي الطريق إلى موضع كذا انقيادا إذا وضح صوبه ، قال ذو الرمة في ماء ورده :


                                                          تنزل عن زيزاءة القف وارتقى     عن الرمل فانقادت إليه الموارد

                                                          قال أبو منصور : سألت الأصمعي عن معنى : وانقادت إليه الموارد ، قال : تتابعت إليه الطرق . والقائدة من الإبل : التي تقدم الإبل وتألفها الأفتاء . والقيدة من الإبل : التي تقاد للصيد يختل بها ، وهي الدريئة . والقائد من الجبل : أنفه . وقائد الجبل : أنفه . وكل مستطيل من الأرض : قائد . التهذيب : والقيادة مصدر القائد . وكل شيء من جبل أو مسناة كان مستطيلا على وجه الأرض . فهو قائد ، وظهر من الأرض يقود وينقاد ويتقاود كذا وكذا ميلا . والقائدة : الأكمة تمتد على وجه الأرض . والقوداء : الثنية الطويلة في السماء ، والجبل أقود . وهذا مكان يقود من الأرض كذا وكذا ويقتاده ، أي : يحاذيه . والقائد : أعظم فلجان الحرث ، قال ابن سيده : وإنما حملناه على الواو لأنها أكثر من الياء فيه . والأقود : الطويل العنق والظهر من الإبل والناس والدواب . وفرس أقود : بين القود ، وناقة قوداء ، وفي قصيد كعب :


                                                          وعمها خالها قوداء شمليل

                                                          القوداء : الطويلة ، ومنه رمل منقاد ، أي : مستطيل ، وخيل قب قود ، وقد قود قودا . والأقود : الجبل الطويل . والقيدود : الطويل ، والأنثى قيدودة . وفرس قيدود : طويلة العنق في انحناء ، قال ابن سيده : ولا يوصف به المذكر . والقياديد : الطوال من الأتن ، الواحد قيدود ; وأنشد لذي الرمة :

                                                          راحت يقحمها ذو أزمل وسقت     له الفرائش والقب القياديد

                                                          والأقود من الرجال : الشديد العنق ، سمي بذلك لقلة التفاته ، ومنه قيل للبخيل على الزاد : أقود لأنه لا يتلفت عند الأكل لئلا يرى إنسانا فيحتاج أن يدعوه ، ورجل أقود : لا يتلفت ، التهذيب : والأقود من الناس الذي إذا أقبل على الشيء بوجهه لم يكد يصرف وجهه عنه ; وأنشد :


                                                          إن الكريم من تلفت حوله     وإن اللئيم دائم الطرف أقود

                                                          ابن شميل : الأقود من الخيل الطويل العنق العظيمه . والقود : قتل النفس بالنفس ، شاذ كالحوكة والخونة ، وقد استقدته فأقادني . الجوهري : القود القصاص . وأقدت القاتل بالقتيل ، أي : قتلته به . يقال : أقاده السلطان من أخيه . واستقدت الحاكم ، أي : سألته أن يقيد القاتل بالقتيل . وفي الحديث : من قتل عمدا فهو قود ، القود : القصاص ، وقتل القاتل بدل القتيل ، وقد أقدته به أقيده إقادة . الليث : القود قتل القاتل بالقتيل ، تقول : أقدته ، وإذا أتى إنسان إلى آخر أمرا فانتقم منه بمثلها قيل : استقادها منه ، الأحمر : فإن قتله السلطان [ ص: 216 ] بقود قيل : أقاد السلطان فلانا وأقصه . ابن بزرج : تقيد : أرض حميضة ، سميت تقيد لأنها تقيد ما كان بها من الإبل ترتعيها لكثرة حمضها وخلتها .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية