الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ قهم ]

                                                          قهم : القهم : القليل الأكل من مرض أو غيره . وقد أقهم عن الطعام وأقهى ، أي : أمسك وصار لا يشتهيه وقهي لبعض بني أسد . وحكى ابن الأعرابي : أقهم عن الشراب والماء تركه ، ويقال للقليل الطعم : قد أقهى وأقهم ، وقال أبو زيد في نوادره : المقهم الذي لا يطعم من مرض أو غيره ، وقيل : الذي لا يشتهي الطعام من مرض أو غيره . وروى ثعلب عن ابن الأعرابي : أقهم فلان إلى الطعام إقهاما إذا اشتهاه ، وأقهم عن الطعام إذا لم يشتهه ; وأنشد في الشهوة :


                                                          وهو إلى الزاد شديد الإقهام

                                                          وأقهمت الإبل عن الماء إذا لم ترده ; وأنشد لجهم بن سبل :


                                                          ولو أن لؤم ابني سليمان في الغضى     أو الصليان لم تذقه الأباعر
                                                          أو الحمض لاقورت أو الماء أقهمت     عن الماء حمضياتهن الكناعر

                                                          قال الأزهري : من جعل الإقهام شهوة يذهب به إلى الهقم ، وهو الجائع ثم قلبه ، فقال قهم ، ثم بنى الإقهام منه ، وقال أبو حنيفة : أقهمت الحمر عن اليبيس ، إذا تركته بعد فقدان الرطب ، وأقهم الرجل عنك إذا كرهك ، وأقهمت السماء إذا انقشع الغيم عنها .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية