الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ قنزع ]

                                                          قنزع : القنزعة والقنزعة ، الأخيرة عن كراع : واحدة القنازع ، وهي الخصلة من الشعر تترك على رأس الصبي ، وهي كالذوائب في نواحي الرأس . والقنزعة : التي تتخذها المرأة على رأسها . وفي الحديث : أن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال لأم سليم : خضلي قنازعك ، أي : نديها ورطليها بالدهن ليذهب شعثها ، وقنازعها خصل شعرها التي تطاير من الشعث وتمرط ، فأمرها بترطيلها بالدهن ليذهب شعثه ، في خبر آخر : أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن القنازع ، هو أن يؤخذ بعض الشعر ويترك منه مواضع متفرقة لا تؤخذ كالقزع ، ويقال : لم يبق من شعره إلا قنزعة ، والعنصوة مثل ذلك ، قال : وهذا مثل نهيه عن القزع . وفي حديث ابن عمر : سئل عن رجل أهل بعمرة وقد لبد ، وهو يريد الحج ، فقال : خذ من قنازع رأسك ، أي : مما ارتفع من شعرك وطال . وفي الحديث : غطي قنازعك يا أم أيمن ، وقيل : هو القليل من الشعر إذا كان في وسط الرأس خاصة ، قال ذو الرمة يصف القطا وفراخها :


                                                          ينؤن ولم يكسين إلا قنازعا من الريش تنواء الفصال الهزائل

                                                          وقيل : هو الشعر حوالي الرأس ، قال حميد الأرقط يصف الصلع :


                                                          كأن طسا بين قنزعاته     مرتا تزل الكف عن قلاته

                                                          والجمع قنزع ، قال أبو النجم :


                                                          طير عنها قنزعا من قنزع     مر الليالي أبطئي وأسرعي

                                                          ويروى :


                                                          سير عنه قنزع عن قنزع

                                                          والقنزع والقنزعة : الريش المجتمع في رأس الديك . والقنزعة : المرأة القصيرة . الأزهري : القنزعة المرأة القصيرة جدا . والقنازع : الدواهي . والقنزعة : العجب . وقنازع الشعر : خصله ، وتشبه بها قنازع النصي والأسنمة ، قال ذو الرمة :


                                                          قنازع أسنام بها وثغام

                                                          والقنازع من الشعر : ما تبقى في نواحي الرأس متفرقا ; وأنشد :


                                                          صير منك الرأس قنزعات     واحتلق الشعر على الهامات

                                                          والقنازع في غير هذا : القبيح من الكلام ، وقال عدي بن زيد :


                                                          فلم أجتعل فيما أتيت ملامة     أتيت الجمال واجتنبت القنازعا

                                                          ابن الأعرابي : القنازع والقناذع القبيح من الكلام ، فاستوى عندهما الزاي والذال في القبيح من الكلام ، فأما في الشعر فلم أسمع إلا القنازع . وروى الأزهري عن سروعة الوحاظي ، قال : كنا مع أبي أيوب في غزوة فرأى رجلا مريضا ، فقال له : أبشر ما من مسلم يمرض في سبيل الله إلا حط الله عنه خطاياه ولو بلغت قنزعة رأسه ، قال : ورواه بندار عن أبي داود عن شعبة ، قال بندار : قلت لأبي داود : قل قنزعة ، فقال : قنذعة ، قال شمر : والمعروف في الشعر القنزعة والقنازع ، كما لقن بندار أبا داود فلم يلقنه . والقنازع : صغار الناس . والقنزعة : حجر أعظم من الجوزة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية