الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب مناقب سالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنه

                                                                                                                                                                                                        3548 حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن إبراهيم عن مسروق قال ذكر عبد الله عند عبد الله بن عمرو فقال ذاك رجل لا أزال أحبه بعد ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول استقرئوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود فبدأ به وسالم مولى أبي حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل قال لا أدري بدأ بأبي أو بمعاذ بن جبل

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( باب مناقب سالم مولى أبي حذيفة ) أي ابن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس ، وكان مولاه أبو حذيفة بن عتبة من أكابر الصحابة وشهد بدرا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وقتل أبوه يومئذ كافرا فساءه ذلك فقال : [ ص: 128 ] كنت أرجو أن يسلم ، لما كنت أرى من عقله واستشهد أبو حذيفة باليمامة ، وأما سالم فكان من السابقين الأولين ، وقد أشير في هذا الحديث إلى أنه كان عارفا بالقرآن ، وسبق في كتاب الصلاة أنه كان يؤم المهاجرين بقباء لما قدموا من مكة ، وشهد سالم بدرا وما بعدها ، ويقال : إن اسم أبيه معقل ، وكان مولى لامرأة من الأنصار فتبناه أبو حذيفة لما تزوجها فنسب إليه ، وسيأتي بيان ذلك في الرضاع ، واستشهد سالم باليمامة أيضا .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( ذكر ) بالضم ولم أعرف اسم فاعله .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( عبد الله ) أي ابن مسعود ، وعبد الله بن عمرو أي ابن العاص .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فبدأ به ) فيه أن التقديم يفيد الاهتمام ، وقوله : ( لا أدري بدأ بأبي أو بمعاذ ) فيه أن الواو تقتضي الترتيب ظاهرا ، وتخصيص هؤلاء الأربعة بأخذ القرآن عنهم إما لأنهم كانوا أكثر ضبطا له وأتقن لأدائه ، أو لأنهم تفرغوا لأخذه منه مشافهة وتصدوا لأدائه من بعده ، فلذلك ندب إلى الأخذ عنهم ، لا أنه لم يجمعه غيرهم .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية