الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ قفع ]

                                                          قفع : قفع قفعا وتقفع وانقفع ، قال :


                                                          حوزها من عقب إلى ضبع في ذنبان ويبيس منقفع     وفي رفوض كلأ غير قشع



                                                          والقفع : انزواء أعالي الأذن وأسافلها ، كأنما أصابتها نار فانزوت ، وأذن قفعاء ، وكذلك الرجل إذا ارتدت أصابعها إلى القدم فتزوت علة أو خلقة ، ورجل قفعاء ، وقد قفعت قفعا . يقال : رجل أقفع وامرأة قفعاء بينة القفع . وقفع البرد أصابعه : أيبسها وقبضها ، وبذلك سمي المقفع ، ورجل أقفع وامرأة قفعاء وقوم قفع الأصابع ، ورجل مقفع اليدين . ونظر أعرابي إلى قنفذة وقد تقبضت فقال : أترى البرد قفعها ؟ أي قبضها . والقفاع : داء تشنج منه الأصابع ، وقد تقفعت هي . والمقفعة : خشبة تضرب بها الأصابع . وفي حديث القاسم بن مخيمرة : أن غلاما مر به فعبث به فتناوله القاسم بمقفعة قفعة شديدة أي ضربه ، المقفعة : خشبة يضرب بها الأصابع ، قال ابن الأثير : وهو من قفعه عما أراد إذا صرفه عنه . يقال قفعته عما أراد ، إذا منعته فانققع انقفاعا . والقفع : نبت . والقفاع : نبات متقفع كأنه قرون صلابة إذا يبس ، قال الأزهري : يقال له كف الكلب . والقفعاء : حشيشة ضعيفة خوارة ، وهي من أحرار البقول ، وقيل : هي شجرة تنبت فيها حلق كحلق الخواتيم إلا أنها لا تلتقي ، تكون كذلك ما دامت رطبة ، فإذا يبست سقط ذلك عنها ، قال كعب بن زهير يصف الدروع :


                                                          بيض سوابغ قد شكت لها حلق     كأنه حلق القفعاء مجدول



                                                          والقفعاء : شجر ، قال أبو حنيفة : القفعاء شجرة خضراء ما دامت رطبة ، وهي قضبان قصار تخرج من أصل واحد لازمة للأرض ولها وريق صغير ، قال زهير :


                                                          جونية كحصاة القسم مرتعها     بالسي ما تنبت القفعاء والحسك



                                                          قال الأزهري : القفعاء من أحرار البقول رأيتها في البادية ، ولها نور أحمر ، وذكرها زهير في شعره ، فقال : جونية ، قال الليث : القفعاء حشيشة خوارة من نبات الربيع ، خشناء الورق ، لها نور أحمر مثل شرر النار ، وورقها تراها مستعليات من فوق وثمرها مقفع من تحت ، وقال بعض الرواة : القفعاء من أحرار البقول تنبت مسلنطحة ، ورقها مثل ورق الينبوت وقد تقفعت هي ، والقيفوع نحوها ، وقيل : القيفوع نبتة ذات ثمرة في قرون ، وهي ذات ورق وغصنة تنبت بكل مكان . وشاة قفعاء : وهي القصيرة الذنب ، وقد قفعت قفعا ، وكبش أقفع ، وهن الكباش القفع ، قال الشاعر :


                                                          إنا وجدنا العيس خيرا بقية     من القفع أذنابا إذا ما اقشعرت



                                                          قال الأزهري : كأنه أراد بالقفع أذنابا المعزى لأنها تقشعر إذا صردت ، وأما الضأن فإنها لا تقشعر من الصرد . والقفعاء : الفيشلة . والقفع : جنن كالمكاب من خشب يدخل تحتها الرجال إذا مشوا إلى الحصون في الحرب ، قال الأزهري : هي الدبابات التي يقاتل تحتها ، واحدتها قفعة . والقفع : ضبر تتخذ من خشب يمشي بها الرجال إلى الحصون في الحرب يدخل تحتها الرجال . والقفاعة : مصيدة للصيد ، قال ابن دريد : ولا أحسبها عربية . والقفعات : الدوارات التي يجعل فيها الدهانون السمسم المطحون يضعون بعضه على بعض ثم يضغطونه حتى يسيل منه الدهن . والقفعة : جماعة الجراد . وفي حديث عمر : أنه ذكر عنده الجراد فقال : ليت عندنا منه قفعة أو قفعتين ، القفعة : هو هذا الشبيه بالزبيل ، وقال الأزهري : هو شيء كالقفة يتخذ واسع الأسفل ضيق الأعلى ، حشوها مكان الحلفاء عراجين تدق ، وظاهرها خوص على عمل سلال الخوص . وفي المحكم : القفعة هنة تتخذ من خوص تشبه الزبيل ليس بالكبير ، لا عرى لها ، يجنى فيها الثمر ونحوه وتسمى بالعراق القفة ، وقال ابن الأعرابي : القفع القفاف ، واحدتها قفعة . وقال محمد بن يحيى : القفعة الجلة بلغة اليمن يحمل فيها القطن . ويقال : أقفع هذا أي أوعه . قال : ورجل قفاع لماله إذا كان لا ينفقه ، ولا يبالي ما وقع في قفعته أي في وعائه . وحكى الأزهري عن الليث : يقال أحمر قفاعي ، وهو الأحمر الذي يتقشر أنفه من شدة حمرته ، وقال : لم أسمع أحمر قفاعي ، القاف قبل الفاء لغير الليث ، والمعروف في باب تأكيد صفة الألوان أصفر فاقع وقفاعي ، وقد ذكر في موضعه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية