الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            2804 - نكاح النبي بزينب بنت جحش

                                                                                            6845 - قال ابن عمر : فحدثني عبد الله بن عامر الأسلمي ، عن محمد بن يحيى بن حبان ، قال : جاء رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بيت زيد بن حارثة يطلبه ، وكان زيد إنما يقال له : زيد بن محمد فربما فقده رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الساعة فيقول : أين زيد ؟ فجاء منزله يطلبه فلم يجده فتقوم إليه زينب فتقول له : هنا يا رسول الله فولى يهمهم بشيء لا يكاد يفهم عنه إلا " سبحان الله العظيم سبحان الله مصرف القلوب " ، فجاء زيد إلى منزله فأخبرته امرأته أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أتى منزله ، فقال زيد : ألا قلت له : يدخل ، قالت : قد عرضت ذلك عليه وأبى قال : فسمعته يقول : شيئا قالت : سمعته حين ولى تكلم بكلام لا أفهمه وسمعته يقول : " سبحان الله العظيم سبحان الله مصرف القلوب " ، قال : فخرج زيد حتى أتى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال : يا رسول الله بلغني أنك جئت منزلي فهلا دخلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله لعل زينب أعجبتك فأفارقها ، فيقول رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : " أمسك عليك زوجك " فما استطاع زيد إليها سبيلا بعد ذلك ، ويأتي رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فيخبره فيقول : " أمسك عليك زوجك " فيقول : يا رسول الله إذا أفارقها ، فيقول رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : " احبس عليك زوجك " ففارقها زيد واعتزلها وحلت ، قال : فبينما رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - جالس يتحدث مع عائشة - رضي الله عنها - إذ أخذت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - غيمة ، ثم سري عنه وهو يتبسم وهو يقول : " من يذهب إلى زينب يبشرها أن الله - عز وجل - زوجنيها من السماء " ، وتلا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه ) القصة كلها ، قالت عائشة - رضي الله عنها - : فأخذني ما قرب وما بعد لما كان بلغني من جمالها ، وأخرى هي أعظم الأمور وأشرفها ما صنع الله [ ص: 31 ] لها زوجها الله - عز وجل - من السماء ، وقالت عائشة : هي تفخر علينا بهذا ، قالت عائشة : فخرجت سلمى خادم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - تشتد ، فحدثتها بذلك فأعطتها أوضاحا لها .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية