الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ قشع ]

                                                          قشع : القشع والقشعة : بيت من أدم ، وقيل : بيت من جلد ، فإن كان من أدم فهو الطراف ، قال متمم بن نويرة يرثي أخاه :


                                                          ولا برم تهدي النساء لعرسه إذا القشع من برد الشتاء تقعقعا



                                                          وربما اتخذ من جلود الإبل صوانا لما فيه من المتاع ، والجمع قشع ، وقول الراجز :


                                                          فخيمت في ذنبان منقفع     وفي رفوض كلاء غير قشع



                                                          أي رطب لم يقشع ، والقشع : اليابس ، والمنقفع : المتقبض . والقشع : الرجل الكبير الذي انقشع عنه لحمه من الكبر ; قال أبو منصور : القشع الذي في بيت متمم هو الشيخ الذي انقشع عنه لحمه من الكبر فالبرد يؤذيه ويضر به . والقشع والقشعة : قطعة نطع خلق ، وقيل : هو النطع نفسه . والقشع أيضا : الفرو الخلق وجمع كل ذلك قشوع . والقشعة والقشعة : القطعة الخلق اليابسة من الجلد ، والجمع قشع ، وقيل : إن واحده قشع على غير قياس ; لأن قياسه قشعة مثل بدرة وبدر إلا أنه هكذا يقال . ابن الأعرابي : القشع الأنطاع المخلقة . وفي حديث سلمة بن الأكوع في غزاة بني فزارة ، قال : أغرنا عليهم فإذا امرأة عليها قشع لها فأخذتها فقدمت بها المدينة ، قال ابن الأثير : أراد بالقشع الفرو الخلق وأخرجه الهروي عن أبي بكر قال : نفلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جارية عليها قشع لها . وفي الحديث : لا أعرفن أحدكم يحمل قشعا من أدم فينادي : يا محمد ! فأقول : لا أملك لك من الله شيئا ، قد بلغت ، يعني أديما أو نطعا ، قاله في الغلول ، وقال ابن الأثير : أراد القربة البالية وهو إشارة إلى الخيانة في الغنيمة أو غيرها من الأعمال ، قيل : مات رجل بالبادية فأوصى أن ادفنوني في مكاني ولا تنقلوني عنه ثم قال :


                                                          لا تجتوي القشعة الخرقاء مبناها     الناس ناس وأرض الله سواها



                                                          قوله مبناها : حيث بنيت القشعة والاجتواء : أن لا يوافقك المكان ولا ماؤه . وقشع الشيء قشعا : جف كاللحم الذي يسمى الحساس . والقشاع : داء يؤيس الإنسان . والقشاع : الرقعة التي توضع على النجاش عند خرز الأديم . وانقشع عنه الشيء وتقشع : غشيه ثم انجلى عنه كالظلام عن الصبح والهم عن القلب والسحاب عن الجو . قالشمر : يقال للشمال الجربياء وسيهك وقشعة لقشعها السحاب . والقشع والقشع : السحاب الذاهب المتقشع عن وجه السماء ، والقشعة والقشعة : قطعة منه تبقى في أفق السماء إذا تقشع الغيم . وقد انقشع الغيم وأقشع وتقشع وقشعته الريح ، أي : كشفته فانقشع ، قال ابن جني : جاء هذا معكوسا مخالفا للمعتاد وذلك أنك تجد فيها فعل متعديا وأفعل غير متعد ، ومثله شنق البعير وأشنق هو ، وأجفل الظليم وجفلته الريح ، وكل ذلك مذكور في موضعه . وفي حديث الاستسقاء : فتقشع السحاب ، أي : تصدع وأقلع وكذلك أقشع ، وقشعته الريح . وقشعت القوم فأقشعوا وتقشعوا وانقشعوا : ذهبوا وافترقوا . وأقشع القوم : تفرقوا . وأقشعوا عن الماء : أقلعوا ، وعن مجلسهم : ارتفعوا ، هذه عن ابن الأعرابي . والقشع والقشع والقشع : كناسة الحمام والحجام ، والفتح أعلى . والقشعة : العجوز التي انقطع عنها لحمها من الكبر . والقشاع : صوت الضبع الأنثى ، وقال أبو مهراس :


                                                          كأن نداءهن قشاع ضبع     تفقد من فراعلة أكيلا



                                                          والقشعة : النخامة ، وجمعها قشع ، وبه فسر حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - : لو حدثتكم بكل ما أعلم لرميتموني بالقشع ، وروي : بالقشع ، وقال : القشع هاهنا البزاق ، قال المفسر : ، أي : بصقتم في وجهي تفنيدا لي ، حكاه الهروي في الغريبين ، وقال ابن الأثير : هي جمع قشع على غير قياس ، وقيل : هي جمع قشعة ، وهي ما يقشع عن وجه الأرض من المدر والحجر ، أي : يقلع كبدرة وبدر ، وقيل : القشعة النخامة التي يقتلعها الإنسان من صدره ويخرجها بالتنخم ، أي : لبصقتم في وجهي استخفافا بي وتكذيبا لقولي ، ويروى : لرميتموني بالقشع ، على الإفراد وهو الجلد أو من القشع الأحمق ، أي : لجعلتموني أحمق . وقال أبو منصور عقيب إيراد هذا الحديث : القشع الجلود اليابسة ، وقال : قال بعض أهل اللغة القشعة ما تقلف من يابس الطين إذا نشت الغدران وجفت ، وجمعها قشع . والقشع : أن تيبس أطراف الذرة قبل إناها ، يقال : قشعت الذرة تقشع قشعا . والقشع : الحرباء ، وأنشد :


                                                          وبلدة مغبرة المناكب     القشع فيها أخضر الغباغب



                                                          وأراكة قشعة : ملتفة كثيرة الورق . والمقشع : الناووس ، يمانية .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية