الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ قرقف ]

                                                          قرقف : القرقفة : الرعدة ، وقد قرقفه البرد مأخوذ من الإرقاف ، كررت القاف في أولها . ويقال : إني لأقرقف . من البرد ، أي : أرعد . وفي حديث أم الدرداء : كان أبو الدرداء يغتسل من الجنابة فيجيء وهو يقرقف فأضمه بين فخذي ، أي : يرعد من البرد . والقرقف : الماء البارد المرعد . والقرقف : الخمر وهو اسم لها ، قيل : سميت قرقفا لأنها تقرقف شاربها ، أي : ترعده ، وأنكر بعضهم أنها تقرقف الناس . قال الليث : القرقف اسم للخمر ويوصف به الماء البارد ذو الصفاء ، وقال :


                                                          ولا زاد إلا فضلتان : سلافة وأبيض من ماء الغمامة قرقف



                                                          أراد به الماء . قال الأزهري : قول الليث إنه يوصف بالقرقف الماء البارد وهم . وأوهمه بيت الفرزدق ، وفي البيت مؤخر أريد به التقديم ، وذلك الذي شبه على الليث ، والمعنى فضلتان : سلافة قرقف وأبيض من ماء الغمامة . والقرقوف : الدرهم ، وحكي عن بعض العرب أنه قال : أبيض قرقوف بلا شعر ولا صوف ، في البلاد يطوف ، يعني الدرهم الأبيض . التهذيب في الرباعي : وفي الحديث أن الرجل إذا لم يغر على أهله بعث الله طائرا ، يقال له : القرقفنة ، فيقع على مشريق بابه ، ولو رأى الرجال مع أهله لم يبصرهم ولم يغير أمرهم . الفراء : من نادر كلامهم القرقفنة الكمرة . غيره : القرقف طير صغار كأنها الصعاء .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية