الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ قرط ]

                                                          قرط : القرط : الشنف ، وقيل : الشنف في أعلى الأذن والقرط في أسفلها ، وقيل : القرط الذي يعلق في شحمة الأذن ، والجمع أقراط وقراط وقروط وقرطة . وفي الحديث : ما يمنع إحداكن أن تصنع قرطين من فضة . القرط : نوع من حلي الأذن معروف وقرطت [ ص: 73 ] الجارية فتقرطت هي ، قال الراجز يخاطب امرأته :


                                                          قرطك الله على العينين عقاربا سودا وأرقمين



                                                          وجارية مقرطة : ذات قرط . ويقال للدرة تعلق في الأذن قرط ، وللتومة من الفضة قرط ، وللمعاليق من الذهب قرط ، والجمع في ذلك كله القرطة . والقرط : الثريا . وقرطا النصل : أذناه . والقرط : شية حسنة في المعزى ، وهو أن يكون لها زنمتان معلقتان من أذنيها ، فهي قرطاء ، والذكر أقرط مقرط ، ويستحب في التيس لأنه يكون مئناثا . قال ابن سيده : والقرطة والقرطة أن يكون للمعزى أو التيس زنمتان معلقتان من أذنيه ، وقد قرط قرطا وهو أقرط . وقرط فرسه اللجام : مد يده بعنانه فجعله على قذاله ، وقيل : إذا وضع اللجام وراء أذنيه . ويقال : قرط فرسه إذا طرح اللجام في رأسه . وفي حديث النعمان بن مقرن : أنه أوصى أصحابه يوم نهاوند ، فقال : إذا هززت اللواء فلتثب الرجال إلى خيولها فيقرطوها أعنتها كأنه أمرهم بإلجامها . قال ابن دريد : تقريط الفرس له موضعان : أحدهما : طرح اللجام في رأس الفرس ، والثاني : إذا مد الفارس يده حتى جعلها على قذال فرسه وهي تحضر ، قال ابن بري وعليه قول المتنبي :


                                                          فقرطها الأعنة راجعات



                                                          وقيل : تقريطها حملها على أشد الحضر ، وذلك أنه إذا اشتد حضرها امتد العنان على أذنها فصار كالقرط . وقرط الكراث وقرطه : قطعه في القدر وجعل ابن جني القرطم ثلاثيا ، وقال : سمي بذلك لأنه يقرط . وقرط عليه : أعطاه قليلا . والقرط : الصرع عن كراع . وقال ابن دريد : القرطي : الصرع على القفا ، والقرط : شعلة النار ، والقراط : شعلة السراج . وقرط السراج : إذا نزع منه ما احترق ليضيء . والقراطة : ما يقطع من أنف السراج إذا عشى ، والقراطة ما احترق من طرف الفتيلة ، وقيل : بل القراطة المصباح نفسه ، قال ساعدة الهذلي :


                                                          سبقت بها معابل مرهفات     مسالات الأغرة كالقراط



                                                          مسالات : جمع مسالة والأغرة : جمع الغرار وهو الحد ، والجمع أقرطة . ابن الأعرابي : القراط : السراج وهو الهزلق . والقراط والقيراط من الوزن معروف ، وهو نصف دانق ، وأصله قراط بالتشديد ; لأن جمعه قراريط فأبدل من أحد حرفي تضعيفه ياء على ما ذكر في دينار ، كما قالوا ديباج وجمعوه دبابيج ، وأما القيراط الذي في حديث ابن عمر و أبي هريرة في تشييع الجنازة فقد جاء تفسيره فيه أنه مثل جبل أحد ، قال ابن دريد : أصل القيراط من قولهم : قرط عليه إذا أعطاه قليلا قليلا . وفي حديث أبي ذر : ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لهم ذمة ورحما ، القيراط : جزء من أجزاء الدينار وهو نصف عشره في أكثر البلاد ، وأهل الشام يجعلونه جزءا من أربعة وعشرين ، والياء فيه بدل من الراء وأصله قراط ، وأراد بالأرض المستفتحة مصر - صانها الله تعالى - وخصها بالذكر وإن كان القيراط مذكورا في غيرها ; لأنه كان يغلب على أهلها أن يقولوا : أعطيت فلانا قراريط إذا أسمعه ما يكرهه ، واذهب لا أعطيك قراريطك ، أي : أسبك وأسمعك المكروه قال : ولا يوجد ذلك في كلام غيرهم ، ومعنى قوله فإن لهم ذمة ورحما أن هاجر أم إسماعيل - عليهما السلام - كانت قبطية من أهل مصر . والقرط : الذي تعلفه الدواب وهو شبيه بالرطبة وهو أجل منها وأعظم ورقا . وقرط وقريط وقريط : بطون من بني كلاب يقال لهم القروط . وقرط : اسم رجل من سنبس . و قرط : قبيلة من مهرة بن حيدان . والقرطية والقرطية : ضرب من الإبل ينسب إليها قال :


                                                          قال لي القرطي قولا أفهمه     إذ عضه مضروس قد يألمه



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية