الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار .

                                                                                                                                                                                                                                      أشار تعالى في هذه الآية الكريمة إلى أنه هو المستحق لأن يعبد وحده ; لأنه هو الخالق ولا يستحق من الخلق أن يعبدوه إلا من خلقهم وأبرزهم من العدم إلى الوجود ; لأن المقصود من قوله : أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم [ 13 \ 16 ] إنكار ذلك وأنه هو الخالق وحده بدليل قوله بعده : قل الله خالق كل شيء [ 13 \ 16 ] أي : وخالق كل شيء هو المستحق لأن يعبد وحده ، ويبين هذا المعنى في آيات كثيرة ، كقوله : ياأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم الآية [ 2 \ 21 ] ، وقوله : واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون [ 25 \ 3 ] ، وقوله : أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون [ 7 \ 191 ] ، وقوله : هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه [ 31 \ 11 ] إلى غير ذلك من الآيات ; لأن المخلوق محتاج إلى خالقه فهو عبد مربوب مثلك يجب عليه أن يعبد من خلقه وحده ، كما يجب عليك ذلك ، فأنتما سواء بالنسبة إلى وجوب عبادة الخالق وحده لا شريك له .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية