الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ قبل ]

                                                          قبل : الجوهري : قبل نقيض بعد . ابن سيده : قبل عقيب بعد ، يقال : افعله قبل وبعد ، وهو مبني على الضم إلا أن يضاف أو ينكر ، وسمع الكسائي : ( لله الأمر من قبل ومن بعد ) فحذف ولم يبن وقد تقدم القول عليه في بعد ؛ وحكى سيبويه : افعله قبلا وبعدا وجئتك من قبل ومن بعد ، قال اللحياني : وقال بعضهم ما هو بالذي لا قبل له وما هو بالذي لا بعد له ؛ وقوله تعالى : وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين مذهب الأخفش وغيره من البصريين في تكرير قبل أنه على التوكيد ، والمعنى : وإن كانوا من قبل تنزيل المطر لمبلسين ، وقال قطرب : إن قبل الأولى للتنزيل وقبل الثانية للمطر ، وقال الزجاج : القول قول الأخفش ; لأن تنزيل المطر بمعنى المطر إذ لا يكون إلا به كما قال :


                                                          مشين كما اهتزت رماح تسفهت أعاليها مر الرياح النواسم

                                                          فالرياح لا تعرف إلا بمرورها ، فكأنه قال : تسفهت الرياح النواسم أعاليها . الأزهري عن الليث : قبل عقيب بعد وإذا أفردوا قالوا : هو من قبل وهو من بعد قال : وقال الخليل : قبل وبعد رفعا بلا تنوين ؛ لأنهما غايتان ، وهما مثل قولك : ما رأيت مثله قط فإذا أضفته إلى شيء نصبت إذا وقع موقع الصفة ، كقولك : جاءنا قبل عبد الله وهو قبل زيد قادم ، فإذا أوقعت عليه من صار في حد الأسماء كقولك : من قبل زيد فصارت من صفة ، وخفض قبل ; لأن من من حروف الخفض ، وإنما صار قبل منقادا لمن وتحول من وصفيته إلى الاسمية ؛ لأنه لا يجتمع صفتان وغلبه من لأن من صار في صدر الكلام فغلب . وفي الحديث : نسألك من خير هذا اليوم وخير ما قبله وخير ما بعده ، ونعوذ بك من شر هذا اليوم وشر ما قبله وشر ما بعده . سؤاله خير زمان مضى هو قبول الحسنة التي قدمها فيه والاستعاذة منه هو طلب العفو عن ذنب قارفه فيه ، والوقت وإن مضى فتبعته باقية .

                                                          ، والقبل ، والقبل من كل شيء : نقيض الدبر والدبر وجمعه أقبال ، عن أبي زيد . وقبل المرأة : فرجها ، وفي المحكم : والقبل فرج المرأة . وفي حديث ابن جريج : قلت لعطاء " محرم قبض على قبل امرأته ، فقال : إذا وغل إلى ما هنالك فعليه دم ، القبل بضمتين : خلاف الدبر ، وهو الفرج من الذكر ، والأنثى ، وقيل : هو للأنثى خاصة ، ووغل : إذا دخل . ولقيته من قبل ومن دبر ومن قبل ومن دبر ومن قبل ومن دبر ومن قبل ومن دبر ، وقد قرئ : إن كان قميصه قد من قبل و من دبر بالتثقيل ، ومن قبل ومن دبر . ووقع السهم بقبل الهدف وبدبره ، أي : من مقدمه ومن مؤخره . الفراء قال : لقيته من ذي قبل وقبل ، ومن ذي عوض وعوض ، ومن ذي أنف ، أي : فيما يستقبل . والعرب تقول : ما أنت لهم في قبال ولا دبار ، أي : لا يكترثون لك ، قال الشاعر :


                                                          وما أنت إن غضبت عامر     لها في قبال ولا في دبار



                                                          الجوهري : ويقال : ما له قبلة ولا دبرة إذا لم يهتد لجهة أمره . وما لكلامه قبلة ، أي : جهة . ويقال : فلان جلس قبالته ، أي : تجاهه ، وهو اسم يكون ظرفا . والقابلة : الليلة المقبلة ، وقد قبل وأقبل بمعنى . يقال : عام قابل ، أي : مقبل . وقبل الشيء وأقبل : ضد دبر وأدبر قبلا وقبلا . وقبلت بفلان وقبلت به قبالة فأنا به قبيل ، أي : كفيل . وقبلت الريح قبولا ، وقبلنا : أصابنا ريح القبول ، وأقبلنا : صرنا فيها . وقبلت المكان : استقبلته . وقبلت النعل وأقبلتها : جعلت لها قبالا . وقبلت الهدية قبولا ، وكذلك قبلت الخبر : صدقته . وقبلت القابلة الولد قبالة ، وقبل الدلو من المستقي ، وقبلت العين وقبلت قبلا ، وعام قابل خلاف دابر وعام قابل : مقبل ، وكذلك ليلة قابلة ولا فعل لهما . وما له في هذا الأمر قبلة ولا دبرة ، أي : وجهة عن اللحياني . والقبل : الوجه . يقال : كيف أنت إذا أقبل قبلك ، وهو يكون اسما وظرفا ، فإذا جعلته اسما رفعته ، وإن جعلته ظرفا نصبته . التهذيب : [ ص: 14 ] ، والقبل : إقبالك على الإنسان كأنك لا تريد غيره ، تقول : كيف أنت لو أقبلت قبلك ؟ وجاء رجل إلى الخليل فسأله عن قول العرب : كيف أنت لو أقبل قبلك ؟ فقال : أراه مرفوعا ؛ لأنه اسم وليس بمصدر كالقصد والنحو ، إنما هو كيف لو أنت استقبل وجهك بما تكره ؟ الجوهري : وقولهم : إذا أقبل قبلك ، أي : أقصد قصدك وأتوجه نحوك . وكان ذلك في قبل الشتاء وفي قبل الصيف ، أي : في أوله . وفي الحديث : طلقوا النساء لقبل عدتهن ، وفي رواية : في قبل طهرهن ، أي : في إقباله وأوله ، وحين يمكنها الدخول في العدة والشروع فيها فتكون لها محسوبة ، وذلك في حالة الطهر . وأقبل عليه بوجهه ، والاستقبال : ضد الاستدبار . واستقبل الشيء وقابله : حاذاه بوجهه . وأفعل ذلك من ذي قبل ، أي : فيما أستقبل . وافعل ذلك من ذي قبل ، أي : فيما تستقبل . ويقال : فلان قبالتي ، أي : مستقبلي ؛ وقوله - صلى الله عليه وسلم - : لا تستقبلوا الشهر استقبالا ، يقول : لا تقدموا رمضان بصيام قبله ، وهو قوله : ولا تصلوا رمضان بيوم من شعبان . ورأيته قبلا وقبلا وقبلا وقبلا وقبليا وقبيلا ، أي : مقابلة وعيانا . وفي حديث آدم على نبينا وعليه الصلاة والسلام : أن الله خلقه بيده ثم سواه قبلا ، وفي رواية : أن الله كلمه قبلا ، أي : عيانا ومقابلة لا من وراء حجاب ومن غير أن يولي أمره أو كلامه أحدا من ملائكته ، ورأيت الهلال قبلا كذلك ، وقال اللحياني : القبل بالفتح : أن ترى الهلال أول ما يرى ولم ير قبل ذلك ، وكذلك كل شيء أول ما يرى فهو قبل . الأصمعي : الأقبال ما استقبلك من مشرف ، الواحد قبل ، قال : والقبل أن يرى الهلال أول ما يرى ولم ير قبل ذلك . ابن الأعرابي : قال رجل من بني ربيعة بن مالك : إن الحق بقبل ، فمن تعداه ظلم ، ومن قصر عنه عجز ، ومن انتهى إليه اكتفى ، قال : بقبل ، أي : يتضح لك حيث تراه ، وهو مثل قولهم : إن الحق عار . وفي حديث أشراط الساعة : وأن يرى الهلال قبلا ، أي : يرى ساعة ما يطلع لعظمه ووضوحه من غير أن يتطلب ، وهو بفتح القاف والباء . الزجاج : كل ما عاينته قلت فيه : أتاني قبلا ، أي : معاينة وكل ما استقبلك فهو قبل وتقول : لا أكلمك إلى عشر من ذي قبل وقبل ، فمعنى قبل إلى عشر مما تشاهده من الأيام ، ومعنى قبل إلى عشر يستقبلنا ، وقال الجوهري : أي : فيما أستأنف . وقبح الله منه ما قبل وما دبر ، وبعضهم لا يقول منه فعل . والإقبال : نقيض الإدبار قالت الخنساء :


                                                          ترتع ما غفلت حتى إذا ادكرت     فإنما هي إقبال وإدبار



                                                          قال سيبويه : جعلها الإقبال والإدبار على سعة الكلام ، قال ابن جني : الأحسن في هذا أن يقول : كأنها خلقت من الإقبال ، والإدبار لا على أن يكون من باب حذف المضاف ، أي : هي ذات إقبال وإدبار ، وقد ذكر تعليله في قوله - عز وجل - : خلق الإنسان من عجل . وقد أقبل إقبالا وقبلا عن كراع واللحياني ، والصحيح أن القبل الاسم ، والإقبال المصدر . وقبل على الشيء وأقبل : لزمه وأخذ فيه . وأقبلت الأرض بالنبات : جاءت به . ورجل مقابل مدابر : محض من أبويه ، وقيل : رجل مقابل ومدابر إذا كان كريم الطرفين من قبل أبيه وأمه . وقال اللحياني : المقابل الكريم من كلا طرفيه ، وقيل : مقابل كريم النسب من قبل أبويه وقد قوبل ، وقال :


                                                          إن كنت في بكر تمت خئولة     فأنا المقابل في ذوي الأعمام



                                                          ويقال : هذا جاري مقابلي ومدابري ، وأنشد :


                                                          حمتك نفسي مع جاراتي     مقابلاتي ومدابراتي



                                                          وناقة مقابلة مدابرة وذات إقبالة وإدبارة وإقبال وإدبار ، عن اللحياني ، إذا شق مقدم أذنها ومؤخرها وفتلت كأنها زنمة ، وكذلك الشاة ، وقيل : الإقبالة ، والإدبارة أن تشق الأذن ثم تفتل ، فإذا أقبل به فهو الإقبالة ، وإذا أدبر به فهو الإدبارة ، والجلدة المعلقة أيضا هي الإقبالة ، والإدبارة ، ويقال لها القبال والدبار ، وقيل : المقابلة الناقة التي تقرض قرضة من مقدم أذنها مما يلي وجهها ، حكاه ابن الأعرابي . وقال اللحياني : شاة مقابلة ومدابرة وناقة مقابلة ومدابرة فالمقابلة التي تقرض أذنها من قبل وجهها ، والمدابرة التي تقرض أذنها من قبل قفاها . وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم : أنه نهى أن يضحى بشرقاء أو خرقاء أو مقابلة أو مدابرة ، قال الأصمعي : المقابلة أن يقطع من طرف أذنها شيء ثم يترك معلقا لا يبين كأنه زنمة ، والمدابرة أن يفعل ذلك بمؤخر الأذن من الشاة ، قال الأصمعي : وكذلك إن كان ذلك من الأذن أيضا فهي مقابلة ومدابرة بعد أن يكون قد قطع . الجوهري : شاة مقابلة قطعت من أذنها قطعة لم تبن فتركت معلقة من قدم فإن كانت من أخر فهي مدابرة ، واسم تلك السمة القبلة ، والإقبالة . أبو الهيثم : قبلت الشيء ودبرته إذا استقبلته أو استدبرته ، وقبل عام ودبر عام فالدابر المولي الذي لا يرجع ، والقابل المستقبل . والدابر من السهام : الذي خرج من الرمية . وعام قابل ، أي : مقبل . والقابلة : الليلة المقبلة ، وكذلك العام القابل ولا يقولون فعل يفعل ؛ وقول العجاج يصف قطاة قطعت فلاة :


                                                          ومهمه تمسي قطاه نسسا     روابعا وبعد ربع خمسا
                                                          وإن تونى ركضة أو عرسا     أمسى من القابلتين سدسا



                                                          قوله : من القابلتين يعني الليلة التي لم تأت بعد ، وقال روابعا وبعد ربع خمسا ، فإن بني على الخمس فالقابلة السادسة والسابعة ، وإن بني على الربع فالقابلتان الخامسة والسادسة ، وإنما القابلة واحدة ، فلما كانت الليلة التي هو فيها والتي لم تأت بعد غلب الاسم الأشنع ، وقال القابلتين كما قال :


                                                          لنا قمراها والنجوم الطوالع



                                                          فغلب القمر على الشمس ، وما يعرف قبيلا من دبير : يريد القبل والدبر ، وقيل : القبيل طاعة الرب تعالى والدبير معصيته ، وقيل : معناه لا يعرف الأمر مقبلا ولا مدبرا ، وقيل : هو ما أقبلت به المرأة من غزلها حين تفتله وأدبرت ، وقيل القبيل من الفتل ما أقبل به على الصدر والدبير ما أدبر به عنه ، وقيل : القبيل باطن الفتل والدبير ظاهره ، وقيل : القبيل والدبير في فتل الحبل ، فالقبيل الفتل الأول [ ص: 15 ] الذي عليه العامة والدبير الفتل الآخر ، وبعضهم يقول : القبيل في قوى الحبل كل قوة على قوة وجهها الداخل قبيل ، والخارج دبير ، وقيل : القبيل ما أقبل به الفاتل إلى حقوه ، والدبير ما أدبر به الفاتل إلى ركبته ، وقال المفضل : القبيل فوز القدح في القمار والدبير خيبة القدح ، وقال جماعة من الأعراب : القبيل أن يكون رأس ضمن النعل إلى الإبهام ، والدبير أن يكون رأس الضمن إلى الخنصر المحكم ، وقيل : القبيل أسفل الأذن والدبير أعلاها ، وقيل : القبيل القطن ، والدبير الكتان ، وقيل : ما يعرف من يقبل عليه ، وقيل : ما يعرف نسب أمه من نسب أبيه ، والجمع من كل ذلك قبل ودبر . وما يعرف ما قبيل هذا الأمر من دبيره ، وما قباله من دباره وقال ابن الأعرابي في قول الأعشى :

                                                          أ

                                                          خو الحرب لا ضرع واهن     ولم ينتعل بقبال خدم



                                                          قال : القبال الزمام ، قال : وهذا كما تقول : هو ثابت الغدر عند الجدل ، والحجج ، والكلام ، والقتال ، أي : ليس بضعيف . وأقبل نقيض أدبر . ويقال : أقبل مقبلا مثل : أدخلني مدخل صدق . وفي حديث الحسن : أنه سئل عن مقبله من العراق ، المقبل بضم الميم وفتح الباء : مصدر : أقبل يقبل إذا قدم . وقد أقبل الرجل وأدبره . وأقبل به وأدبر فما وجد عنده خيرا . وقبل الشيء قبولا وقبولا الأخيرة عن ابن الأعرابي ، وتقبله كلاهما : أخذه . والله عز وجل يقبل الأعمال من عباده وعنهم ، ويتقبلها . وفي التنزيل العزيز : أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ؛ قال الزجاج : ويروى أنها نزلت في أبي بكر رضي الله عنه . وقال اللحياني : قبلت الهدية أقبلها قبولا وقبولا . ويقال : عليه قبول إذا كانت العين تقبله وعلى قبول ، أي : تقبله العين . ابن الأعرابي : يقال قبلته قبولا وقبولا ، وعلى وجهه قبول لا غير ، وقبله بقبول حسن ، وكذلك تقبله بقبول أيضا . وفي التنزيل العزيز : فتقبلها ربها بقبول حسن ولم يقل بتقبل ، قال الزجاج : الأصل في العربية تقبلها ربها بقبول حسن ، أي : بتقبل حسن ، ولكن قبولا محمول على قوله : قبلها قبولا حسنا ، يقال : قبلت الشيء قبولا إذا رضيته وتقبلت الشيء وقبلته قبولا بفتح القاف وهو مصدر شاذ ، وحكى اليزيدي عن أبي عمرو بن العلاء : القبول بالفتح مصدر ، قال : ولم أسمع غيره ، قال ابن بري : وقد جاء الوضوء والطهور ، والولوع ، والوقود وعدتها مع القبول خمسة ، يقال : على فلان قبول إذا قبلته النفس ، وفي الحديث : ثم يوضع له القبول في الأرض ، وهو بفتح القاف المحبة والرضا بالشيء وميل النفس إليه . وتقبله النعيم : بدا عليه واستبان فيه ، قالالأخطل :


                                                          لدن تقبله النعيم كأنما     مسحت ترائبه بماء مذهب



                                                          وأقبله وأقبل به إذا راوده على الأمر فلم يقبله . وقابل الشيء بالشيء مقابلة وقبالا : عارضه . الليث : إذا ضممت شيئا إلى شيء قلت : قابلته به ، ومقابلة الكتاب بالكتاب وقباله به : معارضته . وتقابل القوم : استقبل بعضهم بعضا ؛ وقوله تعالى في وصف أهل الجنة : إخوانا على سرر متقابلين جاء في التفسير : أنه لا ينظر بعضهم في أقفاء بعض . وأقبله الشيء : قابله به . وأقبلناهم الرماح وأقبل إبله أفواه الوادي واستقبلها إياه وقد قبلته تقبله قبولا ، وكذلك أقبلنا الرماح نحو القوم . وأقبل الإبل الطريق : أسلكها إياه . أبو زيد : قبلت الماشية الوادي تقبله ، وأقبلتها أنا إياه ، قال : وسمعت العرب تقول : انزل بقابل هذا الجبل ، أي : بما استقبلك من أقباله وقوابله . وأقبلته الشيء ، أي : جعلته يلي قبالته . يقال : أقبلنا الرماح نحو القوم . وقبلت الماشية الوادي : استقبلته وأقبلتها إياه فيتعدى إلى مفعول ، ومنه قول عامر بن الطفيل :


                                                          فلأبغينكم قنا وعوارضا     ولأقبلن الخيل لابة ضرغد



                                                          ، والمقابلة : المواجهة ، والتقابل مثله . وهو قبالك وقبالتك ، أي : تجاهك ، ومنه الكلمة : قبال كلامك ، عن ابن الأعرابي ينصبه على الظرف ولو رفعه على المبتدأ والخبر لجاز ، ولكن كذا رواه عن العرب ، وقال اللحياني : هذه كلمة قبال كلمتك كقولك حيال كلمتك . وقبالة الطريق : ما استقبلك منه . وحكى اللحياني : اذهب به فأقبله الطريق ، أي : دله عليه واجعله قباله . وأقبل المكواة الداء : جعلها قبالته ، قال ابن أحمر :


                                                          شربت الشكاعى ، والتددت ألدة     وأقبلت أفواه العروق المكاويا



                                                          وكنا في سفر فأقبلت زيدا وأدبرته ، أي : جعلته مرة أمامي ومرة خلفي ، وفي التهذيب : أقبلت زيدا مرة وأدبرته أخرى ، أي : جعلته مرة أمامي ومرة خلفي في المشي . وقبلت الجبل مرة ودبرته أخرى . وقبائل الرأس : أطباقه ، وقيل : هي أربع قطع مشعوب بعضها إلى بعض ، واحدتها قبيلة ، وكذلك قبائل القدح ، والجفنة إذا كانت على قطعتين أو ثلاث قطع ، الليث : قبيلة الرأس كل فلقة قد قوبلت بالأخرى ، وكذلك قبائل بعض الغروب ، والكثرة لها قبائل ، الجوهري : القبيلة واحدة قبائل الرأس ، وهي القطع المشعوب بعضها إلى بعض تصل بها الشئون ، وبها سميت قبائل العرب ، الواحدة قبيلة . وقبائل الرحل : أحناؤه المشعوب بعضها إلى بعض . وقبائل الشجرة : أغصانها . وكل قطعة من الجلد قبيلة . والقبيلة : صخرة تكون على رأس البئر ، والعقابان دعامتا القبيلة من جنبتيها يعضدانها ، عن ابن الأعرابي ، وهي القبيلة ، والمنزعة وعقاب البئر حيث يقوم الساقي . والقبيلة من الناس : بنو أب واحد . التهذيب : أما القبيلة فمن قبائل العرب وسائرهم من الناس . ابن الكلبي : الشعب أكبر من القبيلة ، ثم القبيلة ، ثم العمارة ، ثم البطن ، ثم الفخذ ، قال الزجاج : القبيلة من ولد إسماعيل عليه السلام كالسبط من ولد إسحاق عليه السلام ، سموا بذلك ليفرق بينهما ومعنى القبيلة من ولد إسماعيل معنى الجماعة يقال لكل جماعة من واحد : قبيلة ، ويقال لكل جمع من شيء واحد : قبيل ، قال الله تعالى : إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ؛ أي : هو ومن كان من نسله ، واشتق الزجاج القبائل من قبائل الشجرة ، وهي أغصانها . أبو العباس : أخذت قبائل العرب من قبائل الرأس لاجتماعها وجماعتها الشعب ، والقبائل دونها . ويقال : رأيت [ ص: 16 ] قبائل من الطير ، أي : أصنافا وكل صنف منها قبيلة : فالغربان قبيلة ، والحمام قبيلة ، قال الراعي :


                                                          رأيت ردافى فوقها من قبيلة     من الطير يدعوها أحم شحوج



                                                          يعني الغربان فوق الناقة . وكل جيل من الجن والناس قبيل . والقبيلة : اسم فرس سميت بذلك على التفاؤل كأنها إنما تحمل قبيلة ، أو كأن الفارس الذي عليها يقوم مقام قبيلة ، قال مرداس بن حصن جاهلي :


                                                          قصرت له القبيلة إذ تجهنا     وما ضاقت بشدته ذراعي



                                                          قصرت : حبست ، وأراد اتجهنا . والقبيل : الجماعة من الناس يكونون من الثلاثة فصاعدا من قوم شتى كالزنج والروم ، والعرب ، وقد يكونون من نحو واحد وربما كان القبيل من أب واحد كالقبيلة وجمع القبيل قبل ، واستعمل سيبويه القبيل في الجمع والتصغير وغيرهما من الأبواب المتشابهة . والقبل في العين : إقبال إحدى الحدقتين على الأخرى ، وقيل : إقبالها على الموق ، وقيل : إقبالها على عرض الأنف ، وقيل : إقبالها على المحجر ، وقال اللحياني : هي التي أقبلت على الحاجب ، وقيل : القبل مثل الحول ، قبلت عينه وقبلت قبلا واقبلت ، وهي عين قبلاء ورجل أقبل العين وامرأة قبلاء وقد أقبل عينه : صيرها قبلاء . ويقال : قبلت العين قبلا إذا كان فيها إقبال النظر على الأنف ، وقال أبو نصر : إذا كان فيها ميل كالحول ، وقال أبو زيد : الأقبل الذي أقبلت حدقتاه على أنفه ، والأحول الذي حولت عيناه جميعا ، وقال الليث : القبل في العين إقبال السواد على المحجر ، ويقال : بل إذا أقبل سواده على الأنف فهو أقبل ، وإذا أقبل على الصدغين فهو أخزر ، وقد قبلت عينه وأقبلتها أنا . ورجل أقبل بين القبل : وهو الذي كأنه ينظر إلى طرف أنفه ، قالت الخنساء :


                                                          ولما أن رأيت الخيل قبلا     تباري بالخدود شبا العوالي



                                                          قال ابن بري : البيت لليلى الأخيلية قالته في فائض بن أبي عقيل وكان قد فر عن توبة يوم قتل ، والصواب في إنشاده : ولما أن رأيت بفتح التاء ; لأن بعد البيت :


                                                          نسيت وصاله وصددت عنه     كما صد الأزب عن الظلال



                                                          وفي الحديث في صفة هارون : في عينه قبل ، هو من ذلك . وفي حديث أبي ريحانة : إني لأجد في بعض ما أنزل من الكتب الأقبل القصير القصرة صاحب العراقين مبدل السنة يلعنه أهل السماء والأرض ، ويل له ثم ويل له ، الأقبل من القبل : الذي كأنه ينظر إلى طرف أنفه ، وقيل : هو الأفحج . وشاة قبلاء بينة القبل : وهي التي أقبل قرناها على وجهها . وعضد قبلاء : فيها ميل . والقابل والدابر : الساقيان . والقابل : الذي يقبل الدلو ، قال زهير :


                                                          وقابل يتغنى كلما قدرت     على العراقي يداه قائما دفقا



                                                          ، والجمع قبلة وقد قبلها قبولا ، عن اللحياني ، وقيل : القبلة الرشاء والدلو وأداتها ما دامت على البئر يعمل بها ، فإذا لم تكن على البئر فليست بقبلة . والمقبلتان : الفأس ، والموسى . والقبل : صدد الجبر . والقبل : المحجة الواضحة . والقبل : ما ارتفع من جبل أو رمل أو علو من الأرض . والقبل : المرتفع في أصل الجبل كالسند ، ويقال : انزل بقبل هذا الجبل ، أي : بسفحه ، وتقول : قد قبلني هذا الجبل ثم دبرني ، ولذلك قيل : عام قابل . والقبل أيضا بالتحريك : النشز من الأرض أو الجبل يستقبلك . يقال : رأيت شخصا بذلك القبل ، وأنشد للجعدي :


                                                          خشية الله وإني رجل     إنما ذكري كنار بقبل



                                                          وقبل البيت :


                                                          منع الغدر فلم أهمم به     وأخو الغدر إذا هم فعل



                                                          قال ابن بري ومثله :


                                                          يا أيهذا النابحي نبح القبل     يدعو علي كلما قام يصل



                                                          أي : كمن ينبح الجبل ، قال : والقبل ، والكبل ، والحنبل والنيم الفرو . والقبل : الطاقة ، وما لي به قبل ، أي : طاقة . وفي التنزيل العزيز : فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ؛ أي : لا طاقة لهم بها ولا قدرة لهم على مقاومتها ، وقبل يكون لما ولي الشيء ، تقول : ذهب قبل السوق ، وقالوا : لي قبلك مال أو فيما يليك ، اتسع فيه فأجري مجرى على إذا قلت : لي عليك مال ، ولي قبل فلان حق ، أي : عنده ، ويقال : أصابني هذا الأمر من قبله ، أي : من تلقائه من لدنه ليس من تلقاء الملاقاة لكن على معنى من عنده ، قاله الليث . وأخذت الأمر بقوابله ، أي : بأوائله وحدثانه ولقيته قبلا ، أي : عيانا . وفي التنزيل العزيز : ( وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ) ويقرأ : قبلا ، فقبلا عيانا ، وقبلا قبيلا قبيلا ، وقيل : قبلا مستقبلا ، وقرئ أيضا : ( وحشرنا عليهم كل شيء قبيلا ) فهذا يقوي قراءة من قرأ قبلا ، التهذيب : ويجوز أن يكون قبل جمع قبيل ، ومعناه الكفيل ، ويكون المعنى : لو حشر عليهم كل شيء فكفل لهم بصحة ما يقول ما كانوا ليؤمنوا ، ويجوز أن يكون " قبلا " في معنى ما يقابلهم ، أي : لو حشرنا عليهم كل شيء فقابلهم ، ويجوز " قبلا " على تخفيف قبلا ؛ وقوله عز وجل : أو يأتيهم العذاب قبلا قيل : معناه عيانا ، الزجاج : أو يأتيهم العذاب قبلا وقبلا وقبلا ، فمن قال : قبلا فهو جمع قبيل ، المعنى : أو يأتيهم العذاب ضروبا ، ومن قال قبلا فالمعنى : أو يأتيهم العذاب معاينة ، ومن قال : قبلا فالمعنى : أو يأتيهم العذاب مقابلة . ابن الأعرابي : في قدميه قبل ثم حنف ثم فحج . وفي المحكم : القبل كالفحج بين الرجلين . الليث : القبال شبه فحج وتباعد بين الرجلين ، وأنشد :


                                                          حنكلة فيها قبال وفجا



                                                          الجوهري : القبل فحج ، وهو أن يتدانى صدر القدمين ، ويتباعد عقباهما . وقبال النعل بالكسر : زمامها ، وقيل : هو مثل الزمام بين الإصبع الوسطى والتي تليها ، وقيل : هو الزمام الذي يكون في الإصبع الوسطى والتي تليها ، ويقال : ما رزأته قبالا ولا زبالا ، القبال : ما كان قدام عقد الشراك ، والزبال : الكتبة التي يخزم بها النعل قبل أن يحذى ، ويقال : الزبال ما تحمله النملة بفيها ، أنشد ابن الأعرابي :


                                                          إذا انقطعت نعلي فلا أم مالك     قريب ولا نعلي شديد قبالها



                                                          [ ص: 17 ] يقول : لست بقريب منها فأستمتع بها ولا أنا بصبور فأسلى عنها . وأقبل النعل وقبلها وقابلها : جعل لها قبالين ، وقيل : أقبلها جعل لها قبالا وقبلها مخففة شد قبالها ، وقيل : مقابلتها أن يثني ذؤابة الشراك إلى العقدة ، ويقال : قابل نعلك ، أي : اجعل لها قبالين . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه كان لنعله قبالان ، أي : زمامان ، القبال : زمام النعل وهو السير الذي يكون بين الإصبعين . وفي الحديث : قابلوا النعال ، أي : اعملوا لها قبالا . ونعل مقبلة إذا جعلت لها قبالا ، ومقبولة إذا شددت قبالها . ورجل منقطع القبال : سيئ الرأي عن ابن الأعرابي . والقابلة من النساء : معروفة . والقبل : لطف القابلة لإخراج الولد ، وقبلت القابلة المرأة تقبلها قبالة ، وكذلك قبل الرجل الغرب من المستقي مثله وهو القابل . التهذيب : قبلت القابلة المرأة إذا قبلت الولد ، أي : تلقته عند الولادة ، وكذلك قبل الرجل الدلو من المستقي قبولا فهو قابل . وفي الحديث : رأيت عقيلا يقبل غرب زمزم ، أي : يتلقاها فيأخذها عند الاستقاء . والقبيل ، والقبول : القابلة . المحكم : قبلت القابلة الولد قبالا أخذته من الوالدة ، وهي قابلة المرأة وقبولها وقبيلها ، قال الأعشى :


                                                          أصالحكم حتى تبوءوا بمثلها     كصرخة حبلى أسلمتها قبيلها



                                                          ويروى قبولها ، أي : يئست منها . وفي الحديث : قبلت القابلة الولد تقبله إذا تلقته عند ولادته من بطن أمه . والقبيل : الكفيل ، والعريف ؛ وقد قبل به يقبل ، ويقبل ، ويقبل قبالة : كفله . ونحن في قبالته ، أي : في عرافته ، وأنشد :


                                                          إن كفي لك رهن بالرضا     فاقبلي يا هند قالت قد وجب



                                                          قال أبو نصر : اقبلي معناه كوني أنت قبيلا ، قال اللحياني : ومن ذلك قيل : كتبت عليهم القبالة ، ويقال : قبلت العامل تقبيلا ، والاسم القبالة وتقبله العامل تقبلا . وفي حديث ابن عباس : إياكم ، والقبالات فإنها صغار وفضلها ربا ، هو أن يتقبل بخراج أو جباية أكثر مما أعطى فذلك الفضل ربا فإن تقبل وزرع فلا بأس . والقبالة بالفتح : الكفالة ، وهي في الأصل مصدر قبل إذا كفل . وقبل بالضم إذا صار قبيلا ، أي : كفيلا . وتقبل به : تكفل كقبل ، وقال : قبلت العامل العمل تقبلا وهذا نادر ، والاسم القبالة وتقبله العامل تقبيلا نادر أيضا . وقد روي قبلت به وقبلت : في معنى كفلت على مثال فعلت وفعلت ، ويقال : تكلم فلان قبلا فأجاد ، والقبل : أن يتكلم بكلام لم يكن استعده عن اللحياني . وتكلم قبلا ، أي : بكلام لم يكن أعده ، ورجزه قبلا أنشده رجزا لم يكن أعده . واقتبل الكلام ، والخطبة اقتبالا : ارتجلهما وتكلم بهما من غير أن يعدهما . واقتبل من قبله كلاما فأجاد عن اللحياني أيضا ولم يفسره إلا أن يريد من قبله نفسه . وسقى على إبله قبلا : صب الماء على أفواهها . وأقبل على الإبل : وذلك إذا شربت ما في الحوض فاستقى على رءوسها ، وهي تشرب ، وقال اللحياني مثل ذلك وزاد فيه : ولم يكن أعده قبل ذلك وهو أشد السقي . الجوهري وغيره : والقبل أن تشرب الإبل الماء وهو يصب على رءوسها ولم يكن لها قبل ذلك شيء ، ومنه قول الراجز :


                                                          بالريث ما أرويتها لا بالعجل     وبالحيا أرويتها لا بالقبل



                                                          التهذيب : يقال سقى إبله قبلا إذا صب الماء في الحوض ، وهي تشرب منه فأصابها ؛ الأصمعي : القبل أن يورد الرجل إبله فيستقي على أفواهها ولم يكن هيأ لها قبل ذلك شيئا . والقبلة : اللثمة معروفة ، والجمع القبل ، وفعله التقبيل ، وقد قبل المرأة والصبي . والقبلة : ناحية الصلاة ، وقال اللحياني : القبلة وجهة المسجد . وليس لفلان قبلة ، أي : جهة . ويقال : أين قبلتك ؟ أي : أين جهتك ؟ ومن أين قبلتك ؟ أي : من أين جهتك ؟ ، والقبلة : التي يصلى نحوها . وفي حديث ابن عمر : ما بين المشرق والمغرب قبلة أراد به المسافر إذا التبست عليه قبلته ، فأما الحاضر فيجب عليه التحري والاجتهاد ، وهذا إنما يصح لمن كانت القبلة في جنوبه أو شماله ، ويجوز أن يكون أراد به قبلة أهل المدينة ونواحيها ، فإن الكعبة جنوبها . والقبلة في الأصل : الجهة . والقبول من الرياح : الصبا ؛ لأنها تستدبر الدبور وتستقبل باب الكعبة . التهذيب : القبول من الرياح الصبا ؛ لأنها تستقبل الدبور . الأصمعي : الرياح معظمها الأربع الجنوب والشمال والدبور والصبا ، فالدبور التي تهب من دبر الكعبة ، والقبول من تلقائها وهي الصبا ، قال الأخطل :


                                                          فإن تبخل سدوس بدرهميها     فإن الريح طيبة قبول



                                                          قال ثعلب : القبول ما استقبلك بين يديك إذا وقفت في القبلة ، قال : وإنما سميت قبولا ; لأن النفس تقبلها ، وهي تكون اسما وصفة عند سيبويه ، والجمع قبائل عن اللحياني . وقد قبلت الريح بالفتح تقبل قبلا وقبولا الأول عن اللحياني ، وهي ريح قبول والاسم من هذا مفتوح ، والمصدر مضموم . وأقبل القوم : دخلوا في القبول وقبلوا : أصابتهم القبول . ابن بزرج : قالوا قبلوها الريح ، أي : أقبلوها الريح ، قال الأزهري : وقابلوها الريح بمعناه ، فإذا قالوا استقبلوها الريح فإن أكثر كلامهم استقبلوا بها الريح . والقبول : الحسن والشارة وهو القبول بضم القاف أيضا لم يحكها إلا ابن الأعرابي ، وإنما المعروف القبول بالفتح ؛ وقول أيوب بن عيابة :


                                                          ولا من عليه قبول يرى     وآخر ليس عليه قبول



                                                          معناه لا يستوي من له رواء وحياء ومروءة ومن ليس له شيء من ذلك . والقبول : أن تقبل العفو ، والعافية وغير ذلك وهو اسم للمصدر وأميت الفعل منه ، ويقال : اقتبل أمره إذا استأنفه . وفي حديث الحج : لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي ، أي : لو عن لي هذا الرأي الذي رأيته أخيرا وأمرتكم به في أول أمري لما سقت الهدي معي وقلدته وأشعرته ، فإنه إذا فعل ذلك لا يحل حتى ينحره ولا ينحر إلا يوم النحر ، فلا يصح له فسخ الحج بعمرة ومن لم يكن معه هدي لا يلتزم هذا ، ويجوز له فسخ الحج ، وإنما أراد بهذا القول تطييب قلوب أصحابه ؛ لأنه كان يشق عليهم أن يحلوا وهو محرم ، فقال لهم ذلك لئلا يجدوا في أنفسهم وليعلموا أن الأفضل لهم قبول ما دعاهم إليه وأنه لولا الهدي لفعله . ورجل مقتبل [ ص: 18 ] الشباب ، أي : مستقبل الشباب إذا لم ير عليه أثر كبر ، وقال أبو كبير :


                                                          ولرب من طأطأته بحفيرة     كالرمح مقتبل الشباب محبر



                                                          الفراء : اقتبل الرجل إذا كاس بعد حماقة . ويقال : انزل بقبل هذا الجبل ، أي : بسفحه . ووقع السهم بقبل هذا وبدبره وكان ذلك في قبل من شبابه وكان ذلك في قبل الشتاء وفي قبل الصيف ، أي : في أوله ووجهه ، والقبلة : حجر أبيض يجعل في عنق الفرس يقال : قلدها بقبلة . والقبلة ، والقبيل : خرزة شبيهة بالفلكة تعلق في أعناق الخيل . والقبل ، والقبلة : من أسماء خرز الأعراب . غيره : والقبلة خرزة من خرز نساء الأعراب اللواتي يؤخذن بها الرجال يقلن في كلامهن : يا قبلة اقبليه ، ويا كرار كريه وهكذا جاء الكلام ، وإن كان ملحونا ; لأن العرب تجري الأمثال على ما جاءت به وقد يجوز أن يكون عنى بكرار الكرة فأنث لذلك ، وقال اللحياني : هي القبل ، وأنشد :


                                                          جمعن من قبل لهن وفطسة     والدردبيس مقابلا في المنظم



                                                          ، والقبلة : ما تتخذه الساحرة ليقبل بوجه الإنسان على صاحبه ، وقال اللحياني : القبلة ، والقبل من أسماء خرز الأعراب . الجوهري : والقبل جمع قبلة ، وهي الفلكة ، وهي أيضا ضرب من الخرز يؤخذ بها وربما علقت في عنق الدابة تدفع بها العين . والقبلة : حجر أبيض عريض يعلق في عنق الفرس . وثوب قبائل ، أي : أخلاق عن اللحياني . يقال : أتانا في ثوب له قبائل ، وهي الرقاع . ابن الأعرابي : إذا رقع الثوب فهو المقبل ، والمقبول ، والمردم ، والملبد ، والملبود . أبو عمرو : يقال للخرقة التي يرقع بها قب القميص القبيلة والتي يرقع بها صدر القميص اللبدة . وقبائل اللجام : سيوره الواحدة قبيلة ، قال ابن مقبل :


                                                          يرخي العذار ، وإن طالت قبائله     عن حشرة مثل سنف المرخة الصفر



                                                          شمر : قصيرى قبال : حية سماها أبو خيرة قصيرى ، وسماها أبو الدقيش قصيرى قبال ، وهي من الأفاعي غير أنها أصغر جسما تقتل على المكان ، قال : وأزمت بفرسن بعير فمات مكانه . التهذيب في الرباعي : حيا الله قهبله ، أي : حيا الله وجهه وحكي عن ابن الأعرابي : حيا الله قهبله ومحياه وسمامته وطلله وآله ، وقال : قال أبو العباس : الهاء زائدة فيبقى حيا الله قبله ، أي : ما أقبل منه . وتقبل الرجل أباه إذا أشبهه ، قال الشاعر :


                                                          تقبلتها من أمة ولطالما     تنوزع في الأسواق منها خمارها

                                                          ، والأمة هنا : الأم : وفي الحديث في صفة الغيث : أرض مقبلة وأرض مدبرة ، أي : وقع المطر فيها خططا ولم يكن عاما . وفي حديث الدجال : ورأى دابة يواريها شعرها أهدب القبال يريد كثرة الشعر في قبالها ، القبال : الناصية ، والعرف ؛ لأنهما اللذان يستقبلان الناظر ، وقبال كل شيء وقبله : أوله وما استقبلك منه . وفي حديث المزارعة : نستثني ما على الماذيانات وأقبال الجداول ؛ الأقبال : الأوائل والرءوس جمع قبل . والقبل أيضا : رأس الجبل ، والأكمة ، وقد يكون جمع قبل بالتحريك وهو الكلأ في مواضع من الأرض . والقبل أيضا : ما استقبلك من الشيء . والقبلة : الخباز حكاها أبو حنيفة . وقبل : موضع عن كراع . وفي الحديث : أنه أقطع بلال بن الحرث معادن القبلية : جلسيها وغوريها ، القبلية : منسوبة إلى قبل بفتح القاف ، والباء ، وهي ناحية من ساحل البحر بينها وبين المدينة خمسة أيام ، وقيل : هي من ناحية الفرع وهو موضع بين نخلة ، والمدينة ، قال ابن الأثير : هذا هو المحفوظ في الحديث ، قال : وفي كتاب الأمكنة معادن القلبة بكسر القاف وبعدها لام مفتوحة ثم باء ، والله أعلم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية