الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ قبط ]

                                                          قبط : ابن الأعرابي : القبط الجمع ، والبقط التفرقة ، وقد قبط الشيء يقبطه قبطا : جمعه بيده . والقباط ، والقبيط ، والقبيطى ، والقبيطاء : الناطف مشتق منه إذا خففت مددت وإذا شددت الباء قصرت . وقبط ما بين عينيه كقطب مقلوب منه حكاه يعقوب . والقبط : جيل بمصر ، وقيل : هم أهل مصر وبنكها . ورجل قبطي . والقبطية : ثياب كتان بيض رقاق تعمل بمصر ، وهي منسوبة إلى القبط على غير قياس ، والجمع قباطي وقباطي ، والقبطية قد تضم ؛ لأنهم يغيرون في النسبة كما قالوا سهلي ودهري ، قال زهير :


                                                          ليأتينك مني منطق قذع باق كما دنس القبطية الودك



                                                          قال الليث : لما ألزمت الثياب هذا الاسم غيروا اللفظ فالإنسان قبطي بالكسر والثوب قبطي بالضم ، شمر : القباطي ثياب إلى الدقة والرقة ، والبياض ، قال الكميت يصف ثورا :


                                                          لياح كأن بالأتحمية مسبع     إزارا وفي قبطية متجلبب



                                                          وقيل : القبطري ثياب بيض وزعم بعضهم أن هذا غلط وقد قيل فيه : إن الراء زائدة مثل دمث ودمثر ، وشاهده قول جرير :


                                                          قوم ترى صدأ الحديد عليهم     والقبطري من اليلامق سودا



                                                          وفي حديث أسامة : كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم قبطية ؛ القبطية : الثوب من ثياب مصر رقيقة بيضاء وكأنه منسوب إلى القبط وهم أهل مصر . وفي حديث قتل ابن أبي الحقيق : ما دلنا عليه إلا بياضه في سواد الليل كأنه قبطية . وفي الحديث : أنه كسا امرأة قبطية ، فقال : مرها فلتتخذ [ ص: 12 ] تحتها غلالة لا تصف حجم عظامها وجمعها القباطي ، ومنه حديث عمر رضي الله عنه : لا تلبسوا نساءكم القباطي فإنه إن لا يشف فإنه يصف . وفي حديث ابن عمر : أنه كان يجلل بدنه القباطي ، والأنماط . والقنبيط : معروف قال جندل :


                                                          لكن يرون البصل الحريفا     والقنبيط معجبا طريفا



                                                          ورأيت حاشية على كتاب أمالي ابن بري رحمه الله تعالى صورتها : قال أبو بكر الزبيدي في كتابه لحن العامة : ويقولون لبعض البقول : قنبيط ، قال أبو بكر : والصواب قنبيط بالضم واحدته قنبيطة ، قال : وهذا ليس من أمثلة العرب ؛ لأنه ليس في كلامهم فعليل .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية