الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      المعظم الحلبي

                                                                                      الملك المعظم أبو المفاخر تورانشاه بن السلطان الكبير المجاهد صلاح الدنيا والدين يوسف بن أيوب ، آخر من بقي من إخوته .

                                                                                      ولد سنة سبع وسبعين وخمسمائة .

                                                                                      فسمع بدمشق من يحيى الثقفي ، وابن صدقة الحراني ، وأجاز له عبد الله بن بري .

                                                                                      انتخب له شيخنا الدمياطي جزءا سمعه منه هو وسنقر القضائي والقاضي شقير أحمد بن عبد الله ، والتاج محمد بن أحمد النصيبي وجماعة ; سمعوا منه في حال الاستقامة ; فإنه كان يتناول المسكر .

                                                                                      وكان كبير آل بيته ، وكان السلطان الملك الناصر يوسف يتأدب معه ويجله لأنه أخو جده ، فكان يتصرف في الخزائن والمماليك ، وقد حضر غير مصاف ، وكان فارسا شجاعا عاقلا داهية ، وكان مقدم العساكر الحلبية من دهر ، وهو كان المقدم يوم كسره الخوارزمية في سنة ثمان وثلاثين وستمائة بقرب الفرات فأسر يومئذ مثخنا بالجراح ، وانهزم أصحابه ، وقتل يومئذ الملك الصالح ولد الملك الأفضل علي بن صلاح الدين . ولما أخذ [ ص: 359 ] هولاكو حلب عصت قلعتها وبها المعظم هذا فحماها ثم سلمها بالأمان وعجز عنها ولم يعش بعدها إلا أياما .

                                                                                      مات في أواخر ربيع الأول سنة ثمان وخمسين وستمائة عن إحدى وثمانين سنة ، ودفن بدهليز داره .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية