الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                باب موالاة المؤمنين ومقاطعة غيرهم والبراءة منهم

                                                                                                                215 حدثني أحمد بن حنبل حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن إسمعيل بن أبي خالد عن قيس عن عمرو بن العاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم جهارا غير سر يقول ألا إن آل أبي يعني فلانا ليسوا لي بأولياء إنما وليي الله وصالح المؤمنين

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جهارا غير سر يقول : ألا إن آل أبي يعني فلانا ليسوا لي بأولياء إنما وليي الله وصالح المؤمنين ) هذه الكناية بقوله : يعني فلانا ، هي من بعض الرواة خشي أن يسميه فيترتب عليه مفسدة وفتنة إما في حق نفسه وإما في حقه وحق غيره ، فكنى عنه والغرض إنما هو قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( إنما وليي الله وصالح المؤمنين ) ، ومعناه : إنما وليي من كان صالحا وإن بعد نسبا مني ، وليس وليي من كان غير صالح وإن كان نسبه قريبا ، قال القاضي - رضي الله عنه - : قيل : إن المكنى عنه ههنا هو ( الحكم بن أبي العاص ) . والله أعلم .

                                                                                                                وأما قوله : ( جهارا ) فمعناه علانية لم يخفه بل باح به وأظهره وأشاعه ، ففيه التبرؤ من المخالفين وموالاة الصالحين والإعلان بذلك ما لم يخف ترتب فتنة عليه . والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية