الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      القميني

                                                                                      الشيخ يوسف القميني الموله بدمشق ، كان للناس في هذا اعتقاد زائد لما يسمعون من مكاشفته التي تجري على لسانه كما يتم للكاهن سواء في نطقه بالمغيبات . كان يأوي إلى القمامين والمزابل التي هي مأوى الشياطين ، ويمشي حافيا ، ويكنس الزبل بثيابه النجسة ببوله ، ويترنح في مشيه ، وله أكمام طوال ، ورأسه مكشوف ، والصبيان يعبثون به ، وكان طويل السكوت ، قليل التبسم ، يأوي إلى قمين حمام نور الدين ، وقد صار [ ص: 303 ] باطنه مأوى لقرينه ، ويجري فيه مجرى الدم ، ويتكلم فيخضع له كل تالف ، ويعتقد أنه ولي لله ، فلا قوة إلا بالله .

                                                                                      وقد رأيت غير واحد من هذا النمط الذين زال عقلهم أو نقص يتقلبون في النجاسات ، ولا يصلون ، ولا يصومون ، وبالفحش ينطقون ، ولهم كشف كما والله للرهبان كشف وكما للساحر كشف وكما لمن يصرع كشف ، وكما لمن يأكل الحية ويدخل النار حال مع ارتكابه للفواحش ، فوالله ما ارتبطوا على مسيلمة والأسود إلا لإتيانهم بالمغيبات .

                                                                                      توفي يوسف سنة سبع وخمسين وستمائة .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية