الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      ابن عدي

                                                                                      الشيخ الكبير المدعو بتاج العارفين حسن بن عدي بن أبي البركات بن صخر بن مسافر شيخ الأكراد ، وجده هو أخو الشيخ الكبير عدي .

                                                                                      كان هذا من رجال العالم دهاء وهمة وسموا ، له فضيلة وأدب وتواليف في التصوف الفاسد ، وله أتباع لا ينحصرون وجلالة عجيبة . بلغ من تعظيمهم له أن واعظا أتاه فتكلم بين يديه ، فبكى تاج العارفين وغشي عليه ، [ ص: 224 ] فوثب كردي ، وذبح الواعظ ، فأفاق الشيخ فرأى الواعظ يختبط في دمه ، فقال : أيش هذا ؟ فقالوا : أي شيء هذا من الكلاب حتى يبكي سيدي الشيخ .

                                                                                      وزاد تمكن الشيخ حتى خاف منه بدر الدين صاحب الموصل ، فتحيل عليه حتى اصطاده ، وخنقه بالموصل ; خوفا من غائلته .

                                                                                      وهناك جهلة يعتقدون أن الشيخ حسنا لا بد أن يرجع إلى الدنيا ، وكان يلوح في نظمه بالإلحاد ، ويزعم أنه رأى رب العزة عيانا ، واعتقاده ضلالة .

                                                                                      قتل سنة أربع وأربعين وستمائة وله ثلاث وخمسون سنة .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية