الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      القطيعي

                                                                                      الشيخ العالم المحدث المفيد المؤرخ المعمر مسند العراق شيخ المستنصرية أول ما فتحت أبو الحسن محمد بن أحمد بن عمر بن حسين البغدادي بن القطيعي .

                                                                                      ولد في رجب سنة ست وأربعين وخمسمائة .

                                                                                      سمعه والده الفقيه أبو العباس القطيعي من أبي بكر بن الزاغوني ، ونصر بن نصر العكبري ، وأبي جعفر أحمد بن محمد العباسي ، وأبي الوقت السجزي ; فروى عنه الصحيح ، وأبي الحسن بن الخل الفقيه ، وسلمان الشحام ، وطائفة .

                                                                                      [ ص: 9 ] ثم طلب هو بنفسه ، وارتحل ، فسمع بالموصل من يحيى بن سعدون القرطبي ، وخطيبها أبي الفضل الطوسي ، وبدمشق من عبد الله بن عبد الواحد الكناني ، وأبي المعالي بن صابر ، ومحمد بن حمزة القرشي . وقد لزم الشيخ أبا الفرج بن الجوزي ، وقرأ عليه كثيرا ، وأخذ عنه الوعظ ، وجمع " ذيل التاريخ " لبغداد ، وما تممه ، وخدم في بعض الجهات ، وناب عن الصاحب محيي الدين بن الجوزي في الحسبة ، وفتر عن الحديث ، بل تركه ، ثم طال عمره ، وعلا سنده ، واشتهر ذكره ، فأعطي مشيخة المستنصرية . وكان يخضب بالسواد ، ثم تركه . وكان آخر من حدث ببلده " بالصحيح " كاملا عن أبي الوقت ، وتفرد بعدة أجزاء .

                                                                                      قال ابن نقطة : هو شيخ صالح السماع ، صنف لبغداد " تاريخا " إلا أنه ما أظهره .

                                                                                      قلت : وكان له أصول يروي منها ، وكان يتعاسر في الرواية .

                                                                                      حدث عنه ابن الدبيثي ، وابن النجار ، والسيف بن المجد ، والجمال الشريشي ، والعز الفاروثي ، والعلاء بن بلبان ، وأحمد بن محمد بن الكسار ، والفقيه سعيد بن أحمد الطيبي ، والمجد عبد العزيز بن الخليلي ، والشهاب الأبرقوهي ، والتاج الغرافي ، وآخرون . وبالإجازة القاضيان الخويي والحنبلي ، والفخر بن عساكر وابن عمه البهاء ، وسعد الدين بن سعد ، وعيسى المطعم ، وأحمد بن أبي طالب ، وأبو نصر بن الشيرازي .

                                                                                      قال ابن النجار : جمع " تاريخا " ولم يكن محققا فيما ينقله [ ص: 10 ] ويقوله ، عفا الله عنه . وتفرد بالرواية عن جماعة ، أذهب عمره في " التاريخ " الذي عمله ، طالعته فرأيت فيه كثيرا من الغلط والتصحيف ، فأوقفته على وجه الصواب فيه فلم يفهم ، وقد نقلت عنه ، منه أشياء لا يطمئن قلبي إليها ، والعهدة عليه . وسمعت عبد العزيز بن دلف يقول : سمعت الوزير أبا المظفر بن يونس يقول لأبي الحسن بن القطيعي : ويلك عمرك تقرأ الحديث ولا تحسن تقرأ حديثا واحدا صحيحا .

                                                                                      قال ابن النجار : وكان لحنة ، قليل المعرفة بأسماء الرجال ، أسن وعزل عن الشهادة ، وألزم منزله .

                                                                                      توفي في رابع أو خامس ربيع الآخر سنة أربع وثلاثين وستمائة وفيها مات الملك المحسن أحمد بن السلطان صلاح الدين يوسف ، والشيخ إسحاق بن أحمد العلثي الزاهد ، والمحدث وجيه الدين بركات بن ظافر بن عساكر المصري ، والموفق حمد بن أحمد بن صديق الحراني الحنبلي ، وأبو طاهر خليل بن أحمد الجوسقي ، وسعيد بن محمد بن ياسين ، والحافظ أبو الربيع الكلاعي ، والضحاك بن أبي بكر القطيعي ، والناصح بن الحنبلي ، وأبو البركات عبد العزيز بن محمد بن القبيطي ، والناصح عبد القادر بن عبد القاهر الحراني الحنبلي .

                                                                                      والشرف عبد القادر بن محمد البغدادي ثم المصري ، وعبد اللطيف بن شاعر العراق محمد بن عبيد الله بن التعاويذي ، وعبد الواحد بن نزار بن الجمال ، وأبو عمرو عثمان بن حسن بن دحية اللغوي السبتي ، وعلي بن محمد بن كبة [ ص: 11 ] والكمال علي بن أبي الفتح الكناري الطبيب بحلب ، وصاحب الروم كيقباد بن كيخسرو ، والصاحب محمد بن علي بن مهاجر بدمشق ، وصاحب حلب الملك العزيز محمد بن الظاهر ، وخطيب شقر أبو بكر محمد بن محمد بن وضاح المقرئ ، والمحتسب فخر الدين محمود بن سيما ومرتضى بن العفيف ، وأبو بكر هبة الله بن كمال ، وياسمين بنت البيطار .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية