الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        معلومات الكتاب

                                        إحكام الإحكام شرح عمدة الأحكام

                                        ابن دقيق العيد - محمد بن علي بن وهب بن مطيع

                                        صفحة جزء
                                        198 - الحديث الثاني : عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال

                                        قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { إن أحب الصيام إلى الله صيام داود . وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود . كان ينام نصف الليل ، ويقوم ثلثه . وينام سدسه . وكان يصوم يوما ويفطر يوما . }

                                        التالي السابق


                                        وفي هذه الرواية زيادة قيام الليل .

                                        وتقديره بما ذكر . ونوم سدسه الأخير : فيه مصلحة الإبقاء على النفس ، واستقبال صلاة الصبح ، وأذكار أول النهار بالنشاط . والذي تقدم في الصوم من المعارض : وارد هنا . وهو أن زيادة العمل تقتضي زيادة الفضيلة والكلام فيه كالكلام في الصوم من تفويض مقادير المصالح والمفاسد إلى صاحب الشرع .

                                        ومن مصالح هذا النوع من القيام أيضا : أنه أقرب إلى عدم الرياء في الأعمال . فإن من نام السدس الأخير : أصبح جاما غير منهوك القوى . فهو أقرب إلى أن يخفي أثر عمله على من يراه ، ومن يخالف هذا يجعل قوله عليه السلام : " أحب الصيام " مخصوصا بحالة ، أو بفاعل ، وعمدتهم : النظر إلى ما ذكرناه .




                                        الخدمات العلمية