الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      منصور بن عبد المنعم

                                                                                      ابن عبد الله بن محمد بن الفضل بن أحمد ، الشيخ الجليل العدل المسند أبو الفتح وأبو القاسم ابن مسند وقته أبي المعالي بن المحدث أبي البركات ابن فقيه الحرم أبي عبد الله الصاعدي الفراوي ثم النيسابوري .

                                                                                      مولده في رمضان سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة .

                                                                                      سمع أباه ، وجده ، وأكثر عن جد أبيه ، وعبد الجبار بن محمد الخواري ، ومحمد بن إسماعيل الفارسي ، ووجيه الشحامي ، وطائفة

                                                                                      حدث عنه ابن نقطة ، والزكي البرزالي ، وأبو عمرو بن الصلاح والشرف المرسي ، والرضي إبراهيم بن البرهان ، وعبد العزيز بن هلالة ، وجماعة . [ ص: 495 ]

                                                                                      وأجاز للجمال يحيى ابن الصيرفي ، وللزكي عبد العظيم ، وللشمس بن علان ، وللفخر علي .

                                                                                      قال ابن نقطة كان شيخا ثقة مكثرا صدوقا ، سمعت منه " صحيح البخاري " بسماعه من وجيه الشحامي ومحمد بن إسماعيل الفارسي وعبد الوهاب بن شاه ، و " صحيح مسلم " وسمعه مرارا ، ورأيت سماعه بالمجلد الأول والثاني والثالث بصحيح مسلم في سنة ثمان وعشرين وهو ابن أربع سنين وخمسة أشهر .

                                                                                      وحدثني رفيقنا ابن هلالة ، قال : كان شيخنا منصور يروي " غريب الحديث " للخطابي عن جده بفوت فقرأناه عليه ، فلما دخلت إلى سمرقند -أو قال : بخارى - وجدت بعض نسخة بغريب الخطابي وفيها القدر الذي يفوت منصور ، وفيه سماعه بغير تلك القراءة وغير التاريخ ، وهذا مما يدل على صدق الشيخ ، وأنه أكثر من الكتب المطولة عن جده .

                                                                                      قال : وسمع " تفسير الثعلبي " من عباسة العصاري .

                                                                                      وقال لي ابن هلالة : رأيت أصل البيهقي ب " السنن الكبير " ، وقد ذهبت منه أجزاء متفرقة ، فجميع ما وجدت قرأته عليه ، وباقي الكتاب بالإجازة إن لم يكن سماعا .

                                                                                      ثم قال : ومولده في رمضان سنة ثلاث وعشرين .

                                                                                      قلت : وقد حج ، وحدث ببغداد مع والده . [ ص: 496 ]

                                                                                      قرأت وفاته في ثامن شعبان سنة ثمان وستمائة بخط الحافظ الضياء ليلة وصوله إلى نيسابور ففاته الأخذ عنه .

                                                                                      وفيها مات : أحمد بن الحسن بن أبي البقاء العاقولي ، والخضر بن كامل السروجي المعبر ، والقدوة الشيخ عمر البزاز ، ومحمد بن أيوب بن نوح الغافقي المقرئ ، والعماد محمد بن يونس بن محمد بن منعة الموصلي ، والقاضي هبة الله بن جعفر بن سناء الملك الأديب ، ويونس بن يحيى الهاشمي بمكة ، والقدوة عبد الجليل بن موسى القصري .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية