الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ( خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا ) الآية ، قال بعض العلماء : هو من السمع بمعنى الإجابة ، ومنه قولهم : سمعا وطاعة ؛ أي : إجابة وطاعة ، ومنه : سمع الله لمن حمده - في الصلاة - أي : أجاب دعاء من حمده ، ويشهد لهذا المعنى قوله : ( إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا ) [ 24 \ 51 ] وهذا قول الجمهور ، وقيل : إن المراد بقوله ( واسمعوا ) أي : بآذانكم ولا تمتنعوا من أصل الاستماع .

                                                                                                                                                                                                                                      ويدل لهذا الوجه : أن بعض الكفار ربما امتنع من أصل الاستماع خوف أن يسمع كلام الأنبياء ، كما في قوله تعالى عن نوح مع قومه : ( وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا ) [ 71 \ 7 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله عن قوم نبينا صلى الله عليه وسلم : ( وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون ) [ 41 \ 26 ] ، وقوله : ( وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا ) [ 22 \ 72 ] [ ص: 41 ] وقوله : ( قالوا سمعنا وعصينا ) [ 2 \ 93 ] ; لأن السمع الذي لا ينافي العصيان هو السمع بالآذان دون السمع بمعنى الإجابة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية