الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                باب عدد غزوات النبي صلى الله عليه وسلم

                                                                                                                1254 حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار واللفظ لابن المثنى قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي إسحق أن عبد الله بن يزيد خرج يستسقي بالناس فصلى ركعتين ثم استسقى قال فلقيت يومئذ زيد بن أرقم وقال ليس بيني وبينه غير رجل أو بيني وبينه رجل قال فقلت له كم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تسع عشرة فقلت كم غزوت أنت معه قال سبع عشرة غزوة قال فقلت فما أول غزوة غزاها قال ذات العسير أو العشير

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                ذكر في الباب من رواية زيد بن أرقم وجابر وبريدة : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا تسع عشرة غزوة ) وفي رواية بريدة : ( قاتل في ثمان منهن )

                                                                                                                قد اختلف أهل المغازي في عدد غزواته صلى الله عليه وسلم وسراياه ، فذكر ابن سعد وغيره عددهن مفصلات على ترتيبهن فبلغت سبعا وعشرين غزاة ، [ ص: 515 ] وستا وخمسين سرية ، قالوا : قاتل في تسع من غزواته وهي بدر ، وأحد ، والمريسيع ، والخندق ، وقريظة ، وخيبر ، والفتح ، وحنين والطائف . هكذا عدوا الفتح فيها ، وهذا على قول من يقول : فتحت مكة عنوة ، وقد قدمنا بيان الخلاف فيها ، ولعل بريدة أراد بقوله : قاتل في ثمان إسقاط غزاة الفتح ، ويكون مذهبه أنها فتحت صلحا ، كما قاله الشافعي وموافقوه .

                                                                                                                قوله : ( قلت : فما أول غزوة غزاها ؟ قال : ذات العسير أو العشير ) هكذا في جميع نسخ صحيح مسلم ( العسير ) أو ( العشير ) العين مضمومة ، والأول بالسين المهملة ، والثاني بالمعجمة ، وقال القاضي في المشارق : هي ذات العشيرة بضم العين وفتح الشين المعجمة ، قال : وجاء في كتاب المغازي - يعني من صحيح البخاري - عسير ، بفتح العين وكسر السين المهملة بحذف [ ص: 516 ] الهاء ، قال : والمعروف فيها ( العشيرة ) مصغرة بالشين المعجمة والهاء ، قال : وكذا ذكرها أبو إسحاق ، وهي من أرض مذحج .




                                                                                                                الخدمات العلمية