الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      سلطان شاه

                                                                                      صاحب مرو محمود بن خوارزمشاه أرسلان بن أتسز بن محمد بن نوشتكين الخوارزمي ، أخو السلطان علاء الدين خوارزمشاه تكش .

                                                                                      تملك بعد أبيه سنة 548 ، وجرت له حروب وخطوب . وكان أخوه قد ملكه أبوه بعض خراسان ، فحشد ، وأقبل ، وحارب أخاه ، وكان كفرسي رهان في الحزم والعزم والشجاعة والرأي .

                                                                                      حضر محمود غير مصاف ، واستعان بالخطا ، وافتتح مدنا ، وقد أسر أخوه تكش والدة محمود ، وذبحها ، واستولى على خزائن أبيه .

                                                                                      [ ص: 219 ]

                                                                                      ولهم سير وأحوال .

                                                                                      وقيل : إن محمودا طرد الغز عن مرو ، وتملكها ، ثم تحزبوا عليه ، وكسروه ، وقتلوا فرسانه ، فاستنجد بالخطا ، وأقبل بعسكر عظيم ، وأخرج الغز عن سرخس ، ونسا ، ومرو وأبيورد ، وتملك ذلك .

                                                                                      ثم إنه كاتب غياث الدين الغوري ، ليسلم إليه هراة ، وبعث إليه الغياث يأمره أن يخطب له ، فأبى ، وشن الغارات ، وظلم ، وتمرد ، فأقبل الغوري لحرب محمود ، فتقهقر ، وجمع ، فتحزب له غياث الدين ، وأخوه صاحب الهند شهاب الدين ، ثم التقى الجمعان ، فتفلل جمع محمود ، وتحصن هو بمرو ، فبادر أخوه تكش وآذى محمودا ، وضايقه حتى كل وخاطر ، وسار إلى خدمة الغياث ، فبالغ في احترامه ، وأنزله معه ، فبعث تكش إلى الغياث يأمره باعتقال أخيه ، فأبى ، فبعث يتوعده ، فتهيأ الغياث لقصده . وأما محمود ، فمات في سلخ رمضان سنة تسع وثمانين وخمسمائة فأحسن الغياث إلى أجناد محمود ، واستخدمهم .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية