الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      خوارزمشاه

                                                                                      السلطان أرسلان بن خوارزم شاه آتسز ابن الأمير محمد بن نوشتكين .

                                                                                      تملك بعد أبيه . كان جدهم نوشتكين مملوكا لرجل ، فاشتراه أمير من السلجوقية اسمه بلكا بك فكبر نوشتكين ، ونشأ نجيبا عاقلا ، فولد له محمد ، فأشغله في العلم والأدب ، وطلع نبيلا كاملا ، وساد ، وتأمر ، وناب في حدود الخمسمائة بخوارزم ، ولقبوه خوارزمشاه ، فعدل ، وأحسن السياسة ، وقرب العلماء ، وعظم شأنه عند مخدومه السلطان سنجر ، ثم توفي ، فقام في ولايته ابن آطسز خوارزمشاه ، ثم بنوه ، فولي أرسلان هذا ، فكان من كبار الملوك كأبيه .

                                                                                      رجع من محاربة الخطا مريضا ، فمات في سنة ثمان وستين وخمسمائة فتملك بعده ابنه سلطان شاه محمود ، وكان ابنه الآخر تكش مقيما على مدينة جند ، فلما سمع ، تنمر وأنف من سلطنة أخيه الصغير ، وسار إلى ملك [ ص: 56 ] الخطا ، فأمده بجيش ، وأقبل ، فتأخر أخوه محمد وأمه إلى صاحب نيسابور المؤيد ، واستولى علاء الدين تكش على البلاد ، ثم التقى هو والمؤيد ، فانحطم جمع المؤيد ، وأسر هو ، وذبح صبرا ، وهرب محمود وأمه إلى دهستان ، ثم حاصرهم تكش ، وافتتح البلد ، فهرب محمود وأسرت أمه ، فقتلت ، والتجأ محمود إلى السلطان غياث الدين صاحب غزنة فأحترمه ، وتملك بعد المؤيد ولده محمد بن أيبة .

                                                                                      وأما تكش ، فامتدت أيامه ، وقهر الملوك .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية