الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            2212 - سفر أبي ذر إلى مكة في طلب الإسلام

                                                                                            2213 - إعلان أبي ذر إسلامه على قومه

                                                                                            5507 - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا محمد بن سنان القزاز ، ثنا أبو عاصم ، وسعد بن عامر ، قالا : ثنا المثنى بن سعيد القصير ، حدثني أبو حمزة ، قال : قال لنا ابن عباس : ألا أخبركم بإسلام أبي ذر ؟ قال : قلنا : بلى ، قال : قال أبو ذر : كنت رجلا من غفار فبلغنا أن رجلا خرج بمكة يزعم أنه نبي ، فقلت لأخي : انطلق إلى هذا الرجل فكلمه وائتني بخبره ، فانطلق ، فلقيه ، ثم رجع ، فقلت : ما عندك ؟ فقال : والله لقد رأيت رجلا يأمر بالخير وينهى عن الشر ، قال : فقلت له : لم يشفني من الخبر ، قال : فأخذت جرابا وعصا ، ثم أقبلت إلى مكة ، فجعلت لا أعرفه ، وأكره أن أسأل عنه ، وأشرب من ماء زمزم ، وأكون في المسجد ، قال : فمر بي علي فقال : كأن الرجل غريب ، قلت : نعم ، قال : فانطلق إلى المنزل ، فانطلقت معه لا يسألني عن شيء ، ولا أخبره ، قال : ثم لما أصبحت غدوت إلى المسجد لأسأل عنه ، وليس أحد يخبرني عنه بشيء ، فمر بي علي ، فقال : أما آن للرجل أن يعرف منزله بعد ؟ قال : قلت : لا ، قال : انطلق معي ، فقال : ما أقدمك هذه البلدة ؟ قلت له : إن كتمت علي أخبرتك ؟ قال : فإني أفعل ، قلت له : بلغنا أنه خرج من هاهنا رجل يزعم أنه نبي ، فأرسلت أخي ليكلمه ، فرجع ولم يشفني من الخبر ، فأردت أن ألقاه ، قال : أما إنك قد رشدت ، هذا وجهي ، فاتبعني ، وادخل حيث أدخل ، فإني إن رأيت أحدا أخافه عليك قمت إلى الحائط أصلح نعلي وامض أنت ، قال : فمضى ومضيت معه حتى دخل ، ودخلت [ ص: 408 ] معه على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقلت : يا رسول الله ، اعرض علي الإسلام ، فعرض علي الإسلام فأسلمت مكاني ، قال : فقال لي : " يا أبا ذر ، اكتم هذا الأمر ، وارجع إلى بلدك ، فإذا بلغك ظهورنا فأقبل " قال : فقلت : والذي بعثك بالحق لأصرخن بها بين أظهرهم ، فجاء إلى المسجد وقريش فيه ، فقال : يا معشر قريش ، أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، فقالوا : قوموا إلى هذا الصابئ ، فقاموا فضربت لأموت ، فأدركني العباس ، فأكب علي ، ثم أقبل عليهم ، فقال : ويلكم تقتلون رجلا من بني غفار ، ومتجركم وممركم على غفار ، فأقلعوا عني ، فلما أصبحت الغد ، رجعت فقلت مثل ما قلت بالأمس ، فقالوا : قوموا إلى هذا الصابئ ، فأدركنيالعباس ، فأكب علي ، وقال : مثل مقالته بالأمس ، فكان أول إسلام أبي ذر " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه " .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية