الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            2187 - ذكر فداء العباس يوم بدر

                                                                                            5460 - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، ثنا يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : لما جاءت أهل مكة في فداء أساراهم ، بعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في فداء أبي العاص ، وبعثت فيه بقلادة كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى عليها ، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رق لها رقة شديدة ، وقال : " إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها فافعلوا " ، قالوا : نعم يا رسول الله ، وردوا عليه الذي لها .

                                                                                            قال : وقال العباس : يا رسول الله ، إني كنت مسلما ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " أعلم بإسلامك ، فإن يكن كما تقول فالله يجزيك ، فافد نفسك وابني أخويك : نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ، وعقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب ، وحليفك عتبة بن عمرو بن جحدم أخا بني الحارث بن فهر " فقال : ما ذاك عندي يا رسول الله ؟ قال : " فأين المال الذي دفنت أنت وأم الفضل فقلت لها : إن أصبت فهذا المال لبني : الفضل ، وعبد الله وقثم ؟ " فقال : والله يا رسول الله ، إني أشهد أنك رسول الله ، إن هذا لشيء ما علمه أحد غيري وغير أم الفضل ، فاحسب لي يا رسول الله ما أصبتم مني عشرين أوقية من مال كان معي ، فقال رسول [ ص: 388 ] الله صلى الله عليه وآله وسلم : " أفعل " ففدى العباس نفسه وابني أخويه وحليفه ، وأنزل الله عز وجل : يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم فأعطاني مكان العشرين الأوقية في الإسلام عشرين عبدا كلهم في يده مال يضرب به مع ما أرجو من مغفرة الله عز وجل
                                                                                            " هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاه .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية