الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      الرستمي

                                                                                      الشيخ الإمام المفتي القدوة المسند شيخ أصبهان ، [ ص: 433 ] أبو عبد الله الحسن بن العباس بن علي بن حسن بن علي بن الحسن محمد بن الحسن بن علي بن رستم ، الرستمي الأصبهاني ، الفقيه الشافعي ، الزاهد .

                                                                                      مولده في صفر سنة ثمان وستين وأربعمائة .

                                                                                      وسمع أبا عمر وعبد الوهاب بن منده ، ومحمود بن جعفر الكوسج ، والمطهر بن عبد الواحد البزاني ، وإبراهيم بن محمد الطيان ، وأبا بكر محمد بن أحمد السمسار ، والفضل بن عبد الواحد ، وعبد الكريم بن عبد الواحد الصحاف ، وأبا عيسى عبد الرحمن بن محمد بن زياد ، وأبا منصور بن شكرويه ، وسليمان بن إبراهيم الحافظ ، وأحمد بن عبد الرحمن الذكواني ، وسهل بن عبد الله الغازي ، وأبا الخير محمد بن أحمد بن ررا ، ورزق الله التميمي ، والرئيس الثقفي ، وطرادا الزينبي ، وطائفة .

                                                                                      حدث عنه : السمعاني ، وابن عساكر ، وأبو موسى المديني ، وشرف بن أبي هاشم البغدادي ، وأحمد بن سعيد الخرقي ، وأبو الوفاء محمود بن منده ، وعدد أمثالهم .

                                                                                      وروى عنه بالإجازة : أبو المنجا بن اللتي ، وكريمة وصفية بنتا عبد الوهاب بن الحبقبق ، وعجيبة بنت الباقداري .

                                                                                      [ ص: 434 ] قال السمعاني : إمام فاضل ، مفتي الشافعية ، وهو على طريقة السلف ، له زاوية بجامع أصبهان ، ملازمها في أكثر أوقاته .

                                                                                      وقال عبد الله الجبائي : ما رأيت أحدا أكثر بكاء من الرستمي .

                                                                                      وقال الجبائي : سمعت محمد بن سالار ، سمعت أبا عبد الله الرستمي يقول : وقفت على ابن ماشاذه وهو يتكلم على الناس ، فلما كان في الليل ، رأيت رب العزة في المنام وهو يقول لي : يا حسن ، وقفت على مبتدع ، ونظرت إليه ، وسمعت كلامه ، لأحرمنك النظر في الدنيا . فاستيقظت كما ترى .

                                                                                      قال الجبائي : كانت عيناه مفتوحتين وهو لا ينظر بهما .

                                                                                      قلت : وممن روى عنه الحافظ عبد القادر الرهاوي ، وقال فيه : كان فقيها زاهدا ورعا بكاء ، عاش نيفا وتسعين سنة ، ومات سنة ستين كذا قال ، ثم قال : وحضرته يوم موته وخرج الناس إلى قبره أفواجا ، وأملى شيخنا الحافظ أبو موسى عند قبره مجلسا في مناقبه ، وكان عامة فقهاء أصبهان تلامذته حتى شيخنا أبو موسى عليه تفقه ، وكان أهل أصبهان لا يثقون إلا بفتواه ، وسألني شيخنا أبو طاهر السلفي عن شيوخ أصبهان ، فذكرته له ، فقال : أعرفه فقيها متنسكا .

                                                                                      [ ص: 435 ] وقال السمعاني : إمام متدين ورع ، يزجي أكثر أوقاته في نشر العلم والفتيا .

                                                                                      وقال أبو موسى المديني : أقرأ الرستمي المذهب كذا كذا سنة ، وكان من الشداد في السنة .

                                                                                      قال عبد القادر : سمعت بعض أصحابنا الأصبهانيين يحكي عنه أنه كان في كل جمعة ينفرد يبكي فيه ، فبكى حتى ذهبت عيناه ، وكنا نسمع عليه وهو في رثاثة من الملبس والمفرش لا يساوي طائلا ، وكذلك منزله ، وكانت الفرق مجتمعة على محبته .

                                                                                      قال أبو موسى : توفي مساء يوم الأربعاء ثاني صفر سنة إحدى وستين وخمسمائة .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية