الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب في إخراج اليهود من جزيرة العرب

                                                                      3029 حدثنا سعيد بن منصور حدثنا سفيان بن عيينة عن سليمان الأحول عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى بثلاثة فقال أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو مما كنت أجيزهم قال ابن عباس وسكت عن الثالثة أو قال فأنسيتها و قال الحميدي عن سفيان قال سليمان لا أدري أذكر سعيد الثالثة فنسيتها أو سكت عنها

                                                                      التالي السابق


                                                                      في النهاية الجزيرة اسم موضع من الأرض وهو ما بين حفر أبي موسى الأشعري إلى أقصى اليمن في الطول ، وما بين رمل يبرين إلى منقطع السماوة في العرض . قاله أبو عبيدة . وقال الأصمعي . من أقصى عدن إلى ريف العراق طولا ، ومن جدة وساحل البحر إلى أطراف الشام عرضا . قال الأزهري : سميت جزيرة لأن بحر فارس وبحر السودان أحاطا بجانبيها وأحاط بالجانب الشمالي دجلة والفرات . انتهى . وقال مالك بن أنس : أراد بجزيرة العرب المدينة نفسها وإذا أطلقت الجزيرة في الحديث ولم تضف إلى العرب فإنما يراد بها ما بين دجلة والفرات . انتهى . وفي القاموس : جزيرة العرب من أحاط به بحر الهند وبحر الشام ثم دجلة والفرات .

                                                                      ( أخرجوا المشركين ) : ظاهره أنه يجب إخراج كل مشرك من جزيرة العرب [ ص: 212 ] سواء كان يهوديا أو نصرانيا أو مجوسيا ( وأجيزوا ) : من الإجازة بالزاي إعطاء الأمير ( الوفد ) : هم الذين يقصدون الأمراء لزيارة أو استرفاد أو رسالة وغيرها والمعنى أعطوهم مدة إقامتهم ما يحتاجون إليه . قال التوربشتي : وإنما أخرج ذلك بالوصية عن عموم المصالح لما فيه من المصلحة العظمى ، وذلك أن الوافد سفير قومه وإذا لم يكرم رجع إليهم بما ينفر دونهم رغبة القوم في الطاعة والدخول في الإسلام فإنه سفيرهم ، ففي ترغيبهم وبالعكس . ثم إن الوافد إنما يفد على الإمام فيجب رعايته من مال الله الذي أقيم لمصالح العباد وإضاعته تفضي إلى الدناءة التي أجار الله عنها أهل الإسلام ( قال ابن عباس وسكت ) : أي النبي صلى الله عليه وسلم ( أو قال ) : أي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الثالثة ( فأنسيتها ) : بصيغة المتكلم المجهول من الإنساء ( وقال الحميدي عن سفيان قال سليمان لا أدري أذكر سعيد إلخ ) : وعلى هذه الرواية فاعل سكت هو ابن عباس رضي الله عنه ، وأما على رواية سعيد بن منصور عن سفيان المتقدمة ففاعل سكت هو النبي صلى الله عليه وسلم كما هو الظاهر .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه البخاري ومسلم مطولا والثالثة قيل هي تجهيز أسامة ، وقيل يحتمل أنها قوله صلى الله عليه وسلم لا تتخذوا قبري وثنا وفي الموطأ ما يشير إلى ذلك .




                                                                      الخدمات العلمية