الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            2088 - جعل النبي معاذا عاملا على اليمن

                                                                                            5244 - حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الأصبهاني ، ثنا الحسن بن الجهم ، ثنا الحسين بن الفرج ، ثنا محمد بن عمر ، حدثني عيسى بن النعمان ، عن معاذ بن رفاعة ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : كان معاذ بن جبل من أحسن الناس وجها ، وأحسنهم خلقا ، وأسمحهم كفافا ، دان دينا كثيرا فلزمه غرماؤه حتى تغيب عنهم أياما في بيته حتى استعدى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غرماؤه ، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى معاذ يدعوه ، فجاء ومعه غرماؤه فقالوا : يا رسول الله ، خذ لنا حقنا منه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " رحم الله من تصدق عليه " فتصدق عليه ناس ، وأبى آخرون ، وقالوا : يا رسول الله ، خذ لنا بحقنا منه ، قال رسول [ ص: 312 ] الله صلى الله عليه وآله وسلم : " اصبر لهم يا معاذ " قال : فخلعه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من ماله فدفعه إلى غرمائه ، فاقتسموه بينهم ، فأصابهم خمسة أسباع حقوقهم ، قالوا : يا رسول الله ، بعه لنا ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " خلوا عليه فليس لكم عليه سبيل " فانصرف معاذ إلى بني سلمة ، فقال له قائل : يا أبا عبد الرحمن ، لو سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقد أصبحت اليوم معدما ، فقال : ما كنت لأسأله ، قال : فمكث أياما ثم دعاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فبعثه إلى اليمن ، وقال : " لعل الله أن يجبرك ويؤدي عنك دينك " قال : فخرج معاذ إلى اليمن ، فلم يزل بها حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فوافى السنة التي حج فيها عمر بن الخطاب رضي الله عنه مكة ، فاستعمله أبو بكر رضي الله عنه على الحج فالتقيا يوم التروية بها ، فاعتنقا وعزى كل واحد منهما صاحبه برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم أخلدا إلى الأرض يتحدثان ، فرأى عمر عند معاذ غلمانا ، فقال : ما هؤلاء ؟ ثم ذكر الأحرف التي ذكرتها فيما تقدم .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية