الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            2040 - قصة إسلام خالد بن سعيد ومصائبه فيه

                                                                                            5131 - حدثنا أبو عبد الله الأصبهاني ، ثنا الحسن بن الجهم ، ثنا الحسين بن [ ص: 274 ] الفرج ، ثنا محمد بن عمر ، حدثني جعفر بن محمد بن خالد بن الزبير ، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان ، قال : كان إسلام خالد قديما وكان أول إخوته أسلم قبل ، وكان بدء إسلامه أنه رأى في النوم أنه وقف به على شفير النار كأن أباه يدفعه منها ، ويرى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم آخذ بحقوته لا يقع ، ففزع من نومه ، فقال : أحلف بالله أن هذه الرؤيا حق ، فلقي أبا بكر بن أبي قحافة فذكر ذلك له ، فقال أبو بكر : أريد بك خير ، هذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فاتبعه فإنك ستتبعه وتدخل معه في الإسلام ، والإسلام يحجزك أن تدخل فيها وأبوك واقع فيها ، فلقي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو بأجياد ، فقال : يا محمد ، إلام تدعو ؟ فقال : " أدعو إلى الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وتخلع ما كنت عليه من عبادة حجر لا يضر ولا ينفع ، ولا يدري من عبده ممن لم يعبده " قال خالد : فإني أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد إنك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . وبإسلامه أرسل أبوه في طلبه من بقي من ولده ممن لم يسلم ورافعا مولاه ، فوجده فأتوا به أباه أبا أحيحة فأنبه وبكته وضربه بصريمة في يده حتى كسرها على رأسه ، ثم قال : اتبعت محمدا وأنت ترى خلاف قومه وما جاء به من عيب آلهتهم وعيبة من مضى من آبائهم ، فقال خالد : قد صدق والله واتبعته ، فغضب أبوه أبو أحيحة ونال منه وشتمه ، ثم قال : اذهب يا لكع حيث شئت والله لأمنعنك القوت ، فقال خالد : إن منعتني فإن الله عز وجل يرزقني ما أعيش به فأخرجه وقال لبنيه : لا يكلمه أحد منكم إلا صنعت به ما صنعت به ، فانصرف خالد إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكان يكرمه ويكون معه .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية