الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      تاج الملوك

                                                                                      صاحب دمشق ، تاج الملوك بوري بن صاحب دمشق الأتابك [ ص: 574 ] طغتكين ، مولى السلطان تتش السلجوقي .

                                                                                      تملك بعد أبيه في صفر سنة اثنتين وعشرين ، وكان ذا حلم وكرم ، له أثر كبير في قتل وزيره والإسماعيلية .

                                                                                      مولده في سنة ثمان وسبعين وأربعمائة .

                                                                                      ولابن الخياط فيه مدائح في ديوانه ، وقد وزر له أيضا أبو الذواد ابن الصوفي ، ثم كريم الملك ابن عم المزدقاني .

                                                                                      ولما علم ابن صباح صاحب الألموت بما جرى على أشياعه الإسماعيلية بدمشق ، تنمر ، وندب طائفة لقتل تاج الملوك ، فعين اثنين بشربوشين في زي الجند ، ثم قدما ، فاجتمعا بناس منهم أجناد ، وتحيلا على أن صارا من السلحدانة ، وضمنوهما ، ثم وثبا عليه فقتلاه .

                                                                                      قال أبو يعلى ابن القلانسي وثبوا عليه في خامس جمادى الآخرة سنة خمس وعشرين ، فضربه الواحد بالسيف قصد رأسه ، فجرحه في رقبته جرحا سليما ، وضربه الآخر بسكين في خاصرته ، فمرت بين الجلد واللحم .

                                                                                      قلت : كان تعلل من ذلك ، ولكنه توفي في رجب سنة ست وعشرين وخمسمائة وحلفوا بعده لولده شمس الملوك إسماعيل .

                                                                                      [ ص: 575 ] قال ابن الأثير : وصى بالأمر لإسماعيل ، ووصى ببعلبك لابنه محمد .

                                                                                      وقيل : كان عجبا في الجهاد ، لا يفتر من غزو الفرنج ، ولو كان له عسكر كثير ، لاستأصل الفرنج .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية