الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      البطائحي

                                                                                      هو وزير الديار المصرية ، والدولة العبيدية ، الملك أبو عبد الله المأمون ابن البطائحي ، وكان من قصته أن أباه كان صاحب خبربالعراق للمصريين من أجلاد الرافضة ، فمات ، ونشأ المأمون فقيرا صعلوكا ، فكان حمالا في السوق بمصر ، فدخل مرة إلى دار الأفضل أمير الجيوش مع الحمالين ، فرآه الأفضل شابا مليحا ، خفيف الحركات ، فقال : من هذا ؟ قال بعضهم : هذا ابن فلان ، فاستخدمه فراشا مع الجماعة ، فتقدم وتميز ، وترقى به الحال إلى الملك ، وهو الذي أعان الآمر بالله على الفتك بأمير الجيوش ، وولي منصبه ، وكان شهما مقداما ، جوادا بالأموال ، سفاكا للدماء ، عضلة من العضل ، ثم إنه عامل أخا الخليفة الآمر على قتل الآمر ، ودخل معهما أمراء ، فعرف بذلك الآمر ، فقبض على المأمون ، وصلبه ، واستأصله في سنة تسع عشرة وخمسمائة .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية